يصادف يوم غد الثلاثاء الموافق 13 من ذي القعدة تساوي ميل الشمس مع خط عرض مكة مما يعني مرور الشمس من فوق مكة مباشرة ظهيرة الثلاثاء وتعامد الشمس مباشرة على الكعبة المشرفة، ويصادف منتصف ليل الثلاثاء خسوف جزئي للقمر لمدة ثلاث ساعات تقريباً. في مصادفة نادرة بتزامن حدثين فلكيين في يوم واحد أحدهما منتصف نهار الثلاثاء والآخر منتصف ليل الثلاثاء.

تصحيح اتجاه القبلة

أوضح ذلك عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الباحث الفلكي ملهم هندي، مشيرا إلى أن هذه المناسبة ستكون الثانية خلال هذا العام التي تتعامد فيها الشمس على الكعبة المشرفة، حيث كانت المرة الأولى في 23 رمضان الماضي، وتتعامد الشمس لحظة رفع أذان الظهر في مكة المكرمة تماما الساعة 12:27م بتوقيت السعودية (9:27 am GMT) ويستفاد من هذه الظاهرة بتحديد وتصحيح اتجاه القبلة بواسطة استخدام ظل الأشياء، حيث يكون اتجاه الظل معاكسا تماماً لاتجاه القبلة، ويمكن الاستفادة منها في أي مكان في العالم يشاهد الشمس لحظتها من شرق آسيا إلى السواحل الشرقية من الأميركتين.

لحظة الاكتمال والاستقامة

أشار هندي إلى أنه خلال ساعات الليل يصل القمر للحظة الاكتمال والاستقامة على مستوى واحد من الشمس والأرض مما يجعله يمر من خلف الأرض فيدخل في ظل الأرض جزئياً، ويبدأ دخوله في منطقة شبه الظل (غير ملاحظة للعين) الساعة 9:44 مساء الثلاثاء، ثم يبدأ ظل الأرض الحقيقي بالظهور على سطح القمر ويبدأ الخسوف الجزئي الساعة 11:02م، ويصل لذروة الخسوف الجزئي بنسبة 65% الساعة 12:30ص.

خسوف قمري حقيقي

أضاف الباحث الفلكي أن القمر يبدأ بالخروج مرة أخرى من خلف ظل الأرض فينتهي الخسوف الجزئي الساعة 1:59 فجر الأربعاء وينتهي تأثير شبه الظل غير المرئي الساعة 3:17 صباحا، حيث تستغرق مدة الخسوف الجزئي كاملاً ساعتين وثمان وخمسين دقيقة، مشيرا إلى أن الخسوف سيرى من جميع مناطق العالم ماعدا الولايات الأميركية المتحدة وكندا، ويشاهد فجرا من أستراليا وشرق آسيا الخسوف مع غروبه، بينما في أميركا الجنوبية يشاهد أثناء شروقه مع غروب الشمس، أما بقية الدول ومنها العربية يشاهد الخسوف بكامل مراحله، وقال ملهم هندي، إن هذا الخسوف الحقيقي يعد الأخير في هذا العام، ولن يشهد العالم خسوفا آخر حتى شوال من عام 1442هـ، حيث تكون السنة المقبلة دون أي حالة لخسوف قمري حقيقي.