حينما قال الرئيس الروسي لمسؤول أميركي منتصف مايو المنصرم، إن «روسيا لا تريد أن تكون طفاية حريق في سورية» كان يعني ضمناً أن بلاده لن تحمي أفعال حزب الله وإيران، وهي الرسالة نفسها التي نقلها فلاديمير بوتين لنتنياهو بأن موسكو ستخرج القوات الإيرانية وحزب الله من سورية.

ويرى مراقبون أن الأجواء باتت غير مواتية لتواجد حزب الله اللبناني في الأرض السورية، بعدما قلب الدب الروسي ظهره عن إيران وميليشياته في المنطقة إثر خلافات بدأت تطفو على السطح، فضلاً عن الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها الحزب بعد أن أغلقت واشنطن أنبوب النفط الإيراني الذي كان يدر عليه 700 مليون دولار سنوياً.

حجب الدعم الروسي

وتقول مصادر أمنية إن القوات الروسية أوقفت الدعم الجوي الذي كان يوفر الحماية لقواعد حزب الله العسكرية، وباتت مواقعه مكشوفة أمام ضربات قوات المعارضة وكذلك الغارات الإسرائيلية التي تستهدفها من وقت لآخر، وهو ما زاد الكلفة البشرية وعجلت برحيله. وربما فهم نصرالله أخيراً رسالة الدب الروسي، ليعترف بوقائع عملية طرد حقيقية قد تلحق بحليفتها الكبرى إيران حينما قال إن «ما يسمعه الإيرانيون والسوريون من الروسي أنه غير مقتنع حتى الساعة بوجوب أو ضرورة خروج حزب الله أو إيران وبقية أفرقاء محور المقاومة».

إبعاد إيران وميليشياته

ويبدو أن الرسالة باتت أكثر وضوحاً لحزب الله بأن حلفاء الأسد تم بيعهم في آخر بازار سياسي جمع الرئيس الروسي وبنيامين نتنياهو، وقد فهم زعيمهم ذلك أخيراً حينما انتقد روسيا بالقول إن «الروس يحاولون تدوير الزوايا والوصول إلى تسوية معينة تمنع مواجهة بين إسرائيل من جهة وحزب الله أو إيران في سورية»، في إشارة إلى خلافات واتهامات متبادلة بين أصدقاء الأسد وداعميه. ولا يستبعد المراقبون تأثير الضغط الأميركي على روسيا لإبعاد إيران وميليشياتها من المشهد السوري مقابل عودة واشنطن للمشاركة في العملية السياسية في سورية والاستماع إلى الرؤية الروسية للحل النهائي في دمشق، ومنها المعلومات التي رشحت عن طلب روسيا من إيران وحزب الله والميليشيات المدعومة الأخرى إخلاء حمص والساحل السوري «اللاذقية وطرطوس».

حسن نية تكتيكي

وبدا واضحاً مغازلة حزب الله لأميركا بإيعاز من إيران حينما أبدى مرونة غير معتادة بقبوله لوساطة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد ساترفيلد حينما حمل مبادرة واشنطن لفضّ النزاع الحدودي البحري بين بيروت وتل أبيب، لتجرى مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، وهو ما فسره المراقبون بحسن نيّة تكتيكي من أجل تخفيف الضغط على طهران.

أسباب هروب حزب الله من سورية

ارتفاع الخسائر والكلفة البشرية للميليشيات بعد رفع روسيا دعمها الجوي عن قواته أمام ضربات المعارضة والغارات الإسرائيلية

روسيا لا تريد أن تكون طفاية حريق لأفعال إيران وميليشياتها في المنطقة

الأزمة المالية الطاحنة التي يعاني منها الحزب جراء العقوبات الأميركية على إيران

الضغط الأميركي على روسيا لإبعاد إيران وميليشياتها مقابل عودة واشنطن للعملية السياسية في سورية

استجابة روسية لطلبات إسرائيل المتكررة بإبعاد إيران وميليشياتها عن سورية