اختتم وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي اجتماعهم الاستثنائي مفتوح العضوية، المعني ببحث الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس الشريف، الذي عُقد في مقر منظمة التعاون الإسلامي بجدة. وصدر عن اللجنة التنفيذية لهذا الاجتماع الاستثنائي بيان ختامي، أكد أن اللجنة التنفيذية في اجتماعها الاستثنائي مفتوح العضوية على مستوى وزراء الخارجية المنعقد في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة في المملكة العربية السعودية الأربعاء 14 ذو القعدة 1440 للنظر في تصاعد وتيرة وحدة الانتهاكات الإسرائيلية الاستعمارية لمحاولة تغيير الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس الشريف، وإذ تنطلق من مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، وإذ تستند إلى قرارات القمم الإسلامية وآخرها الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي، التي تؤكد أن قضية القدس الشريف تشكل جوهر قضية فلسطين، وأن السلام الشامل والعادل لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي لدولة فلسطين وفي القلب منها مدينة القدس الشريف العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وتؤكد مجددا على جميع القرارات الصادرة عن المؤتمرات والاجتماعات الاستثنائية الإسلامية السادسة والسابعة ذات الصلة، بما في ذلك الصادرة عن لجنة القدس في دوراتها السابقة، وتؤكد مجددا على جميع القرارات الدولية ذات الصلة بما فيها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بما في ذلك القرار رقم A/ES-10/19 بشأن وضع القدس في الجلسة الاستثنائية الطارئة العاشرة يوم 21 ديسمبر 2017 ومجلس الأمن الدولي وقرارات اليونيسكو، والفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية بتاريخ 2004/7/9 ومؤتمرات الدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن انطباق الاتفاقية على أرض دولة فلسطين، بما فيها القدس، بما يشمل حماية المدنيين زمن الحرب". وأعربت اللجنة في بيانها عن قلقها من استمرار محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس المحتلة، ونقل البعثات الدبلوماسية لبعض الدول إليها، مُدِينَةً أية مواقف وإجراءات وقرارات ترمي إلى تغيير وضع مدينة القدس المحتلة. وبأشد العبارات أدانت اللجنة التنفيذية في بيانها تصعيد إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، إجراءاتها الاستعمارية في القدس الشريف ومحاولاتها لتغيير طابع ومركز المدينة القانوني وتركيبتها الديمغرافية، بما في ذلك محاولتها الأخيرة في تزييف الحقائق التاريخية وافتتاحها لما يسمى بـ "طريق الحجاج اليهود"، الذي يمتد من بركة سلوان وحتى حائط البراق أسفل منازل الفلسطينيين في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، الأمر الذي يعد مخالفة صريحة للقانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة. *** الالتزام بالقرارات الدولية دعت اللجنة جميع دول العالم، لا سيما الولايات المتحدة، وجميع المؤسسات والهيئات الدولية، إلى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية بشأن مدينة القدس التي تعد جزءا لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967م، والامتناع عن اتخاذ أية خطوة من شأنها أن تتضمن أي شكل من أشكال الاعتراف العلني أو الضمني بضم إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لمدينة القدس الشريف بشكل غير قانوني، بما في ذلك من خلال نقل ممثليتاها الدبلوماسية إلى المدينة. وجددت اللجنة حثها للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على مقاطعة الدول التي قامت بافتتاح بعثات دبلوماسية في مدينة القدس الشريف، ووقف أي نوع من العلاقات والتبادلات التجارية والزيارات معها سواء كانت فعاليات سياسية أو ثقافية أو رياضية أو فنية مشتركة إلى حين تراجعها عن ذلك والتزامها بقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. ودعمت اللجنة أيضاً الجهود والمساعي الفلسطينية الهادفة إلى مساءلة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وتدعو لتقديم كافة أشكال الدعم السياسي والقانوني والفني والمادي اللازم، وكذلك تدعو الدول الأعضاء للاستجابة إلى طلب فلسطين بتقديم عريضة إلى محكمة العدل الدولية مساندة للخطوة التي قامت بها دولة فلسطين بتحريك دعوة قضائية ضد الولايات المتحدة الأميركية لدى محكمة العدل الدولية، لإنجاح هذه المساعي. وأشادت بصمود المقدسيين في مدينة القدس الشريف باعتبارهم خط الدفاع الأول والسد المنيع في وجه جميع المخططات الاستعمارية الإسرائيلية ومحاولات التهويد المستمرة التي يواجهها القدس الشريف، وتدعو، في هذا الصدد، إلى تنفيذ قرارات المؤتمرات الإسلامية السابقة التي تؤكد دعم مدينة القدس الشريف وتعزيز صمود أبنائها، بما في ذلك تنفيذ الخطة الاستراتيجية لتنمية القطاعات الحيوية في القدس الشريف، وإنشاء وقفيات في الدول الإسلامية تخصص لدعم المدينة المقدسة، وتقديم الدعم لصندوق القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف المنبثقة عن لجنة القدس لتمكينهما من تأدية مهامهما المتمثلة في تنمية القطاعات الحيوية لمدينة القدس والمحافظة على هويتها العربية والإسلامية والمسيحية، وتعزيز صمود أهلها في مواجهة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لتهويدها، كما تدعو الدول الأعضاء والبنك الإسلامي للتنمية، والصناديق التنموية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأفراد، إلى تقديم الدعم المالي اللازم لشراء العقارات المهددة في مدينة القدس لتصبح ممتلكات وقفية. وحثت اللجنة التنفيذية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الأعضاء بالمجلس التنفيذي لليونسكو على الدفاع عن مدينة القدس القديمة وجدرانها وحمايتها والعمل لإدراجها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتدين أي محاولة لتقويض وضعها القانوني والتاريخي من قبل أي طرف، وتطالب بإرسال بعثة للمراقبة وبتوفير المستشارين الفنيين لمدينة القدس القديمة والجدران تدعو الأمين العام إلى اتخاذ ما يلزم لفضح الممارسات الإسرائيلية الاستعمارية في القدس الشريف وإبراز خطورتها على الأمن والسلم الدوليين. وأكد البيان أن هذه ممارسات باطلة ولاغية وليس لها أي أثر قانوني، كما تدين مشاركة ودعم ممثلين عن الإدارة الأميركية للإجراءات غير القانونية التي تقوم بها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في القدس الشريف في تحد صارخ لمشاعر المسلمين واستهتار بالقوانين والأعراف الدولية، الأمر الذي يساهم في تعميق احتلال إسرائيل الاستعماري لأرض دولة فلسطين، ويزيد من التوترات في المنطقة ويؤجج الصراع. واستنكر مواصلة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، تهويد مدينة القدس الشريف عن طريق السماح لبعض الجمعيات الصهيونية التي تعمل، إما عن طريق الخداع أو بوضع اليد على الاستحواذ على العقارات في المدينة المقدسة، والتي كان آخرها عملية الخداع للاستيلاء على عقارات وأبنية في باب الخليل تابعة لأملاك الكنيسة الأرثوذوكسية، وتدعو كافة الكنائس في العالم إلى التصدي لهذه الإجراءات تحت أي ظرف كان وصون هذه الأملاك. وأدان سياسة التطهير العرقي التي تمارسها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، من خلال سياسات التهجير القسري ومواصلة هدمها لمنازل الفلسطينيين، تحديدا في مدينة القدس، التي كان آخرها إصدار محاكم الاحتلال قراراً غير شرعي يقضي بهدم مئات المنازل في حي وادي الحمص التابع لبلدة صور باهر، تحت حجج وذرائع عنصرية واهية، وتدعو كافة الدول والمنظمات الدولية ذات الصلة بما فيها مجلس الأمن إلى التدخل الفوري والسريع من أجل منع هدم هذه البيوت وتشريد أهلها. ورفضت اللجنة جميع ممارسات إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، الاستعمارية بما فيها أنشطتها الاستيطانية وبناء جدار الضم والتوسع العنصري وغيرها من الأعمال التي تقوم بها في أرض دولة فلسطين المحتلة، وتحديدا في القدس الشريف، والتي تستهدف تغيير مركزها ووضعها ومكانتها القانونية وتركيبتها السكانية وطابعها العربي والإسلامي والمسيحي، وكذلك أعمال الحفريات غير القانونية والاستفزازية تحت الحرم القدسي الشريف ومحيطه، وتحذر من المساس بحرمة المسجد الأقصى المبارك باعتباره قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين، وتحذر من خطورة الاقتحامات المتواصلة للمسؤولين والمستوطنين الإسرائيليين، وتحمل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، مسؤولية وعواقب هذه الممارسات العنصرية والعدائية. وتابعت في بيانها رفضها الهجمة المسعورة الشعواء التي تقوم بها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بحق البلدات والقرى الفلسطينية التابعة لمدينة القدس الشريف، التي كان آخرها الحملة العسكرية والحصار المفروض على قرية العيساوية مما أدى إلى استشهاد فتى وإصابة العشرات بجراح، مدينةً إجراءات إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، تجاه مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتحديدا مخيمات اللاجئين الموجودة في القدس، التي تأتي ضمن مخططاتها لتصفية قضية اللاجئين كما تم في مخيم شعفاط في مدينة القدس الشريف وإغلاقها للمؤسسات الصحية والتعليمية وهدم المنازل داخل المخيم وتهديدها بإغلاق المدارس التعليمية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يدعو إلى تفعيل صندوق الوقف الإنمائي لدعم اللاجئين الفلسطينيين. وطالبت اللجنة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بموجب القانون الدولي، بما فيها وضع حد لهذه الإجراءات الخطيرة من جانب سلطات الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي وعدم الاعتراف بشرعية أي وضع ناجم عن هذا الإجراء الخطير وعدم تقديم أي عون أو مساعدة للحفاظ على هذا الوضع، ويطالب كذلك باتخاذ الإجراءات العملية اللازمة لتنفيذ جميع القرارات الدولية ذات الصلة. وأكدت اللجنة أن الأمة الإسلامية والدول الأعضاء لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تقبل بأي إجراء عدائي يقوض من وضع مدينة القدس التاريخي كعاصمة لدولة فلسطين، ويدعو كافة الدول الأعضاء إلى بذل قصارى الجهود وعلى كافة المستويات من أجل حماية مدينة القدس الشريف، بما في ذلك وقف التعامل مع الشركات الدولية التي يثبت تورطها في تنفيذ مشاريع لصالح النظام الاستعماري الإسرائيلي، ومنع كافة الجهات التي تساهم في ذلك من دخول بلدانهم أو التعامل معهم. وتابعت اللجنة في نص بيانها الختامي "يُكلف هيئة مكتب اللجنة التنفيذية بالتحضير والتنسيق لتشكيل وفد للتوجه إلى عواصم الدول المؤثرة لنقل موقف المنظمة والدول الأعضاء تجاه القدس الشريف، والعمل على تشكيل قوة ضغط دولية على إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، من أجل وقف انتهاكاتها وإجراءاتها الاستعمارية في مدينة القدس الشريف، كما تكلف الأمين العام بتوجيه رسائل إلى كافة الجهات الدولية ذات الصلة، بما فيها مجلس الأمن والبرلمانات الدولية ورؤساء وبطاركة الكنائس في العالم بمن فيهم بابا الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي، لاطلاعهم على خطورة الوضع في القدس الشريف والطلب منهم سرعة التدخل".