عاد صاحبنا من مكة المكرمة، بعد أن انتهى من العمرة برفقة عائلته، وبعد وصوله للجبيل (البلد)، ذهب إلى أحد المستشفيات هناك، حيث فحصوه بطريقة (سلق البيض)، وأخبروه أنه يعاني من أعراض حمى، وكأنه أتاهم ليستمتع بـ«الكشتة» في حديقتهم الخلفية، وليس واصلا إليهم وهو منهك الجسد، ويعلم بأنه يعاني من أعراض حمى وإنفلونزا. وأعطوه مضادا حيويا، وقالوا له: تستطيع العودة إلى طفليك الاثنين، فأنت صحتك (زي الحصان)، وقدامك العافية.

ولأن صاحبنا يحب تعقيد الأمور، ولم يطمئن لكلامهم، ذهب إلى أحد مستشفيات أرامكو هناك، بما أنه أحد منسوبيها، ولأن مستشفى أرامكو هذا، يحب التعقيد أيضا، قام طاقم مكافحة العدوى هناك بأخذ العينات المختصرة لتحديد نوع العدوى، وطلبوا منه الابتعاد عن أطفاله حتى يتم تشخيص الحالة.

وبعد فترة قصيرة أبلغوا صاحبنا بأنه يعاني من إنفلونزا الخنازير التي هزت أرجاء العالم (وجعلت بعض الدول الكبرى في حالة طوارئ وحجر صحي).

ولأن صاحبنا بدأ الخوف يدب في عظامه، فقد تواصل مع الرقم المجاني لوزارة الصحة للاستشارات الطبية، وأبلغهم أنه مصاب بإنفلونزا الخنازير، ليرد عليه الموظف وما المشكلة، مادام أنك بالغ وتأخذ هذا العلاج الموصوف لك من مستشفى أرامكو (المعقدين)، فالمشكلة ستنتهي خلال اليومين القادمين.

بعد أن تحسنت حالة صاحبنا، وأصبح (فايق ورايق)، أحب الاطلاع على هذا المرض، واكتشف أنه مرض شبه قاتل للأطفال خصوصاً من هم في سن أطفاله، في حال مخالطتهم لأحد المصابين بالعدوى، وأن رحمة الله جعلته يوصلهم إلى أقربائه قبل أن تنتقل لهم العدوى.

السؤال هنا: إذا كان هذا المرض وغيره بسيطاً جداً في حال تم التعامل معه بالشكل الصحيح، وخطيراً جدا إن لم يجد الاهتمام من مقدم الرعاية الصحية؟ فما هي الإجراءات التي على المنشآت الصحية التقيد بها، وكيف تتم مراقبة التقيد بهذه الإجراءات؟ خصوصاً أن العوامل النفسية للمريض غير المثقف صحياً بهذه الأمراض تجعل حالته تنتكس بشكل سلبي أكثر مما يفترض حدوثه.

نظرة للسماء: قبل أن تترك المريض تأكد أنك لم تترك عليه آلاماً نفسية؛ لأنها أصعب من الآلام العضوية وتؤخر شفاءها.