أعلن مجلس الوزراء ترحيبه بضيوف الرحمن، وهو دَيدنُ هذه البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وهي تَعتَبرُ خدمة الحجيج من أولويات اهتمامها، حتى أن مجلس الوزراء يخصص بعض جلساته لمتابعة خدمات أجهزة الدولة التي تقدَّم لضيوف الرحمن منذ وصولهم إلى أرض الحرمين.

غير أنه في إطار تسهيل الخدمات وسرعة إنجازها لتلك الوفود، رأينا إعلان برنامج طريق مكة، هذه الخطوة الجبارة التي شملت هذا العام خمس دول، هي: ماليزيا وباكستان وبنجلاديش وإندونيسيا وتونس، حيث يصل الحاج ويتجه إلى مقر سكنه في مكة المكرمة لحظة الوصول إلى أرض المملكة باعتبار أن هناك فرقًا توجد في تلك الدول من الجوازات، ومركز المعلومات الوطني، ووزارة الحج والعمرة، وأجهزة الخدمات بالمملكة، اشتركت كلها في منظومة الخدمة والتوعية والإرشاد، وتتولى بعد ذلك بقية أجهزة الحكومة تقديم ما يخصها، كالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وإمارات مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومنافذ الحدود، والأمن العام، وكل قطاع له صلة بخدمة الحجيج، والتي تُستَنْفَر جميعها لإنجاح موسم الحج كل عام.

وعلى صعيد تهيئة المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة، وتوفير الاحتياجات الغذائية والإسكانية، وتوفير المياه المحلاة ومياه زمزم، وتجهيز مساجد الميقات، ومساجد المشاعر، تقوم الوزارات المختصة بأدوار نوعية تجعل رحلة الحج رحلة ميسورة، كل في تخصصه.

فعلى سبيل الذكر، نجد أن حركة قطار الحرمين قد تهيأت وبدأت الفرق المكلفة بالتشغيل تأخذ أدوارها وأماكنها، ووزارة الصحة تقوم بتشغيل ما يفوق 25 مستشفى داخل المشاعر المقدسة، إضافة إلى المراكز الصحية المنتشرة، والهلال الأحمر، وتجهيز مهابط الطيران الأمني، وفرق الدفاع المدني، وكل جهة تتسابق لتظهر بصورة ترتفع بنوع الخدمة المقدمة للحجيج عاما بعد عام.

أما ما يحدث في الحرمين الشريفين، ونخص الحرم المكي والمسجد النبوي، فهما خليتا نحل تعملان باستمرار بفرقِ عمل تتجاوز الآلاف استُنفرت بمتابعة من أمير منطقة مكة المكرمة ونائبه، وحركة ميدانية من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس وزملائه، بمبادرات تجاوزت 140 مبادرة، كان لها مثيل أثبت نجاحه خلال شهر رمضان المبارك، ويجري تطبيقه اليوم منذ بدء موسم الحج، حيث أخذت هذه الفرق أماكنها في الحرمين الشريفين عبر هذه المبادرات التي تسهم في انسيابية المطاف وحركة الحجيج، وتقديم جميع ما يحتاج إليه الحاج خلال رحلة حجه إلى الديار المقدسة، وكذلك حال بقية العاملين في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتوجيهات من أميرها فيصل بن سلمان ونائبه وأجهزة الدولة بالمدينة المنورة. إذًا هي منظومة متكاملة تُعنى بشؤون الحج والحاج منذ مغادرته بلاده وحتى عودته سالما مغفورا له بإذن الله.

تلك هي الدولة السعودية التي تعلن للعالم أجمع ترحيبها بالمسلمين كافة ومن أراد الحج أو العمرة براحة واطمئنان وأمان - بإذن الله -، وفي هذا رسالة قوية للنظام القطري الذي يمنع - وبكل أسف - أشقاءنا من رحلة العُمر التي يتطلع إليها كل مسلم على وجه الأرض لحاجة في نفوسهم مع الأسف، ولكن المملكة - بفضل الله - يُسعدُها ويَسرُّها الترحيب بالقطريين وغيرهم؛ لأن هذه عبادة تؤديها المملكة خدمةً وشرفًا لنا في المملكة العربية السعودية التي يحملُ ملكها لقب خادم الحرمين الشريفين تأكيدًا لهذه المعاني ولتلك الرسالة السامية.

نسأل الله للجميع القبول.