في الوقت الراهن أصبح قطاع السياحة في السعودية علامة تجارية بارزة من بين جميع القطاعات السعودية، وهذا أمر يبعث على التفاؤل. توجهت الجهات المعنية بتنمية هذا القطاع باستحداث طرق وسياسات حديثة لإدارة وتوزيع التنمية السياحية في جميع مناطق ومدن المملكة بشكل موسمي، من خلال برنامج مواسم السعودية الذي يعتبر من أوائل البرامج السياحية التي تدعم قطاع الترفيه والضيافة والفعاليات السياحية. ومن خلال هذا التوجه نستطيع أن نأخذ مقولة فيكتور هوجو حينما قال «إذا حان وقت الفكرة لا نستطيع إيقافها»، وفكرة المواسم السعودية تعتبر فكرة لا نتمنى إيقافها وفي طريقها نحو التقدم والاستدامة في المستقبل إن شاء الله، تماشياً مع رؤية المملكة 2030. وما يبعث على التفاؤل حالياً هو أننا لا نزال في بداية الطريق، ويجب أن نشجع هذا الهروب الحالي إلى المدن الكبيرة مثل مدينة جدة والرياض، ونشارك هذا الدور الإيجابي من خلال التركيز على تنمية سياحية مستدامة يكون لها مردود اقتصادي واجتماعي جيد. من هذا المنطلق أتمنى من القائمين على تنمية هذا التوجه العمل على وضع إستراتيجية تنطلق من مفهوم الاقتصاد الرمزي الذي يقوم على ثلاثة عناصر وهي الإعلام والسياحة والترفيه (Symbolic Economy). هذا المفهوم الاقتصادي يعني بالتحول من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد المعرفي القائم على الابتكار والمعرفة والثقافة والتراث والهوية والأصالة، لتنمية المدن السياحية بفعاليات ومتاحف ومعارض متنوعة سواء أكانت ثقافية تراثية، ترفيهية، رياضية، تجارية، موسيقية، غذائية وو... الخ. كل هذه المنتجات والفعاليات تستطيع بدورها أن تساعد القائمين على إدارتها والاستدامة في خلق أفكار جديدة تقوم بتنشيط المدن السياحية مثل ما حدث في موسم مدينة جدة الحالي، وما سوف يحدث في موسم مدينة الرياض القادم. ومن خلال الاستمرارية في تطوير هذه المواسم السياحية سوف تساهم في تسويق الوجهات السياحية وتصبح مدنا حافلة بالفعاليات (Eventful Cities) وعلامة تجارية بارزة على خريطة العالم السياحي. نتطلع دائماً للأفضل، وأعتقد أن السياحة السعودية أصبحت بحاجة لتخطيط سياحي إستراتيجي، يقوم على دراسة واقع المدن السياحية الناشئة والجديدة والعمل على رسم مسارات ومواسم سياحية جديدة. على سبيل المثال مدينة أبها جنوب السعودية من المدن التي تخنقها السياحة في موسم الصيف نتيجة لعدم وجود مسارات بديلة جاهزة ومماثلة لها في عوامل الجذب مثل المدن المجاورة لها، النماص، الباحة، بلجرشي، وجبال منطقة جازان، كلها تعتبر مسارات سياحية جاهزة للتنمية.