أشار أستاذ المحاصيل والمراعي في جامعة القصيم الدكتور عبدالرحمن الصقير، إلى ثلاثة مسببات رئيسية أدت إلى تناقص أعداد الحشرات، منها الإفراط في استخدام المبيدات الكيماوية، وتدمير الغطاء النباتي، والتغير المناخي، مؤكدا على الدور الذي تؤديه الحشرات في النظام الحيوي وزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية.

• دور حيوي:

يقول الصقير لـ"الوطن": تؤدي الحشرات مثلها مثل بقية الكائنات الحية دوراً مهماً في النظام الحيوي للكرة الأرضية، وتحتل موقعا في سلسلة الغذاء الطبيعية، كما تضطلع كثير من الحشرات بدورٍ بالغ الأهمية في زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية، حيث تقوم أنواع من الحشرات بدور الناقل لحبوب اللقاح من الأزهار المذكرة إلى الأزهار المؤنثة في بعض الأنواع النباتية، وبين الأعضاء المذكرة والمؤنثة في نفس أزهار أنواع نباتية أخرى. وقد قدرت نسبة المحاصيل الزراعية التي تعتمد على الملقحات بـ 75% ما يؤكد الدور الحيوي للحشرات في توفير الغذاء للإنسان ولطيف واسع من الكائنات الحية الأخرى. وتتعدد أنواع الملقحات الحشرية ما بين النحل التي يصل عدد أنواعها البرية إلى 20 ألف نوع، والفراشات والخنافس والدبابير وغيرها.

• الاعتماد على الملقحات:

أضاف الصقير: بحسب منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) فإن ما تتراوح قيمته بين 235 - 577 مليار دولار من الغذاء المنتج سنوياً في العالم يعتمد بشكل كبير ومباشر على الملقحات التي تأتي الحشرات في مقدمتها.

وللدلالة على ما تقدمه الحشرات الملقحة من خدمات لرفاهية الإنسان وسعادته يكفي أن نعرف أن إنتاج بذور الكاكاو التي تصنع منها الشوكولاتة (قدرت قيمة محصول الكاكاو عالمياً بـ 5.7 مليارات دولار سنوياً) يتطلب وجود نوعين من الحشرات الملقحة.

• تناقص الأعداد:

أوضح الدكتور عبدالرحمن الصقير أن أعداد الملقحات تتناقص بشكل عام والحشرات خصوصا، ويحذر العلماء من فقدان 40% من أنواع الحشرات لأسباب عدة، فالإفراط في استخدام المبيدات الكيماوية في الأنشطة الزراعية خصوصاً تلك المبيدات غير التخصصية، يتسبب في فناء أعداد كبيرة من الكائنات الحية بما فيها الحشرات المفيدة، كما أن انتهاج أنماط زراعية معينة يتسبب في تناقص التنوع الحيوي وغياب أنواع معينة من الملقحات. ويتسبب تدمير الغطاء النباتي الطبيعي بضرر بالغ على المنظومة الحيوية برمتها، ويحدث خلالاً في سلسلة الغذاء الطبيعية من مظاهره تزايد أو تناقص مجموعة من الكائنات الحية بشكل غير طبيعي، كما يعزى للتغير المناخي الكثير من الظواهر البيئية والحيوية المهمة، ومنها تدهور الموائل الطبيعية وما ينتج عنه من اندثار أو تناقص في الأنواع الحية خصوصاً الحلقات الأضعف منها كالحشرات وبقية الملقحات المفيدة.