مررت القمة الإفريقية الاستثنائية المصغرة، التي عقدت في الثامن من يوليو الجاري في النيجر، اتفاقا اقتصاديا غير مسبوق لإنشاء منطقة تجارية حرة، بهدف تعزيز التعاون التجاري بين دول القارة، وقال تقريران لـBusinessinsider، وThe Economist إن الاتفاق يستهدف تحقيق السماح بتنقل حر في أرجاء القارة شبيه بذلك الموجود في الاتحاد الأوروبي، وتجارة خالية من الرسوم الجمركية، وعملة مشتركة، وجود جواز سفر رقمي لنحو 1.2 مواطن في 55 دولة إفريقية.

الحروب التجارية

لفت تقرير businessinsider إلى أن الحروب التجارية والبريكست تسببت في تشتت التحالفات، إلا أنه هنالك منطقة واحدة على الأقل من العالم بدأت تترابط معا أكثر؛ حيث قامت جميع الدول الإفريقية ما عدا واحدة، بتوقيع اتفاقية تجارية حرة على نطاق القارة، منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية، التي قال عنها خبراء الاقتصاد بأنها قد تسهل للمنطقة المزيد من التنمية والتطور، وما تستهدفه الاتفاقية هو تحقيق السماح بالتنقل الحر في أرجاء القارة شبيه بذلك الموجود في الاتحاد الأوروبي، وتجارة خالية من الرسوم الجمركية، وربما حتى عملة مشتركة.

جواز سفر رقمي

أوضح تقرير منفصل لمجلة ذي إيكونوميست أن ضعفي التجارة تحدث مع أوروبا، مقارنة بما يحدث مع الدول الإفريقية الأخرى في القارة.

وأرجعت المجلة ذلك للطبيعة المتقشفة لشبكات السكك الحديدية الإفريقية، حيث إنه من الناحية التاريخية، تم بناء السكك الحديدية بين المستعمرات وليس بين الدول المجاورة.

ومن الناحية التجارية، فإن انعدام شبكات التواصل الجيد يعتبر عائقا كذلك، لذلك جزء من الاتفاقية هو وجود جواز سفر رقمي، والقيام بذلك يعني أنه سيكون للناس حرية التنقل تماما، مثل الاتحاد الأوروبي، مما سيساعد على تجاوز المشكلة الناجمة عن التواصل الضعيف.

دعم التبادل التجاري

لقد كان الفقر كذلك مشكلة في دعم التبادل التجاري في إفريقيا، ووفقا لبيانات البنك الدولي، التي درست كينيا وموزمبيق وأوغندا، فإن حوالي نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر، وهذا يعادل حوالي 61 مليون نسمة أو ما يعادل كامل سكان إيطاليا وذلك في 3 دول فقط.

ومع انعدام وجود التمويل للأساسيات، فإن العديد من الدول ببساطة تفتقر إلى الطرق الجيدة، ومعظم إفريقيا محلية جدا، لذلك عندما نقارن ببنجلاديش، التي تمتلك 250.000 كيلومترا من الطرق، بأماكن مثل زامبيا التي تمتلك 51.000 كيلومترا (التي تعتبر أكبر كم بنجلاديش بستة أضعاف)، في غرب إفريقيا، أقل من خُمس الطرق ممهدة.

ماذا يعني المشروع الجديد؟

-منطقة تجارة حرة للقارة الإفريقية تصبح موطنا لنحو 1.216مليار شخص في 55 دولة

-تتخطى الاتحاد الأوروبي كأكبر منطقة تجارية حرة في العالم

- تشمل إلغاء 90% من الرسوم الجمركية في غضون 5 سنوات

- إيجاد إجمالي ناتج داخلي يزيد على 2500 مليار دولار

ما هي أبرز العقبات التي تهدد الحلم الإفريقي؟

1- التعامل مع الفساد: الاتفاقية قد تقوم بالقليل فيما يخص التعامل مع الفساد وعدم المساواة والمشاكل الأخرى التي قد انتشرت في أرجاء القارة لعشرات السنوات.

2- فائدة المستهلكين: رغم أنه ستكون هناك فائدة للمستهلكين في إفريقيا، حيث ستكون السلع أرخص، ولكن سيكون هناك مشكلة لدى الدول التي تستورد نفس السلع بسعر أرخص، مقارنة بالبائعين المحليين

3- الاختلافات الثقافية: في أوروبا، كان الدمج سهل جدا، حيث إن العديد من الدول كانت متشابهة ببعضها البعض، ولكن في إفريقيا لا ينطبق نفس الأمر وستكون هذه المشكلة يجب حلها

4- تضرر الدول الأفقر، بالنسبة للدول الأفقر إذا قامت الشركات المصنعة المصرية و الإفريقية الجنوبية ببيع سلعها بدون رسوم جمركية على نيجيريا، فإن الشركات المصنعة النيجيرية ستخسر، وقد يحدث هذا الأمر في الكثير من الدول الأفقر.

ما هي أهداف إطلاق مشروع التبادل التجاري الحر ؟

1- إنشاء أكبر منطقة تجارة حرة في العالم من حيث الحجم

2-مواجهة التحديات على الساحة الإقليمية

3- تطوير المشروعات الاقتصادية

4-تدعيم الأواصر بين القادة والدول الإفريقية كي نجعلها قادرة على تجاوز التحديات

5- دعم مسيرة التكامل الاقتصادي في القارة

6- تعزيز التجارة البنية وإزالة الحواجز والمعوقات الجمركية وغير الجمركية