كتبت وكتب غيري مقالات كثيرة حول التداوي بالأعشاب، أو عن طريق من يدعون أنهم رقاة. انتقدت في عدة مقالات من يبيعون الوهم على قارعة الطريق، وفعلا هذا ما يحدث. أُزهقت أنفس برئية بسبب أعشاب لا تمت إلى الطب بصلة وهي قاتلة، أو رقاة أقرب إلى الشعوذة منهم إلى الرقية، يختلون بالنساء، يكشفون على العورات، ويعنّفون بسياطهم المرضى تحت مسمى إخراج الجن أو الأرواح الشريرة.

أستثني بعض العلاجات الطبيعية التي قد يجد فيها الناس الفائدة دون الإضرار بهم جسديّا أو نفسيّا، بعد إخضاعها والكشف عليها علميا، وألا تكون مخالفة للشرع بأي حال من الأحوال، مثل المحرمات التي لا يجوز التداوي بها.

هناك طب شعبي وأدوية شعبية استخدمها الآباء والأجداد في سابق الأيام، قبل التطور العلمي. وأثبتت جدواها بعد تجارب ناجحة، والطب كله تجارب حتى في هذا العصر، عصر العلم والمعرفة، ومعظم العلاجات الموجودة الآن لها سلبيات، إن لم تكن جميعها، فهي تستخرج من مواد كيميائية.

وما أريد الوصول إليه، إخضاع الأدوية التي تستخرج من الطبيعة للتجارب العلمية، وليكن الطب البديل جنبا إلى جنب مع الطب الحديث. الطب البديل هو عبارة عن ممارسات الهدف منها تقديم علاج غير تقليدي لبعض الحالات، بهدف استبدال الطب التقليدي بشكل نهائي، وليس تكميله كما في الطب المكمل. وبالطبع لا يعترف المجتمع الطبي أو العلمي بهذه الممارسات كبديل عن التقنيات الطبية التقليدية. حبذا لو تخضع هذه العلاجات البديلة للتجارب العلمية، وأن يستفاد منها، بدل رفضها جملة وتفصيلا.