صحيح أن أزمة ناقلات النفط والقرصنة الإيرانية للسفن والمخاوف من حدوث اضطرابات تجارية محتملة في مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية حول العالم، هي الأعلى صوتاً هذه الأيام، غير أن لاعباً خفياً يبرز في الساحة خلف الكواليس، ليصنع هو الآخر أزمة أخرى.

محنة شركات التأمين

برزت شركات التأمين بعبعاً مخيفاً خلف أزمة الملاحة البحرية، ليرعب ملاك السفن الذين يشكون من ارتفاع تكاليف التأمين بثمانية إلى عشرة أضعاف خلال الأسابيع الثمانية الماضية، في حين ينقسم السياسيون حول أفضل السبل لتأمين الملاحة في هذا المضيق الحيوي الذي يربط العالم بإمدادات نفطية تقدر بـ20% من إجمالي الاستهلاك من الدول الخليجية.

احتجاز إيران للناقلة

وتفيد تقارير صحفية أن احتجاز إيران لناقلة نفط ترفع العلم البريطاني أثار مخاوف عدة حول صناعة الشحن العالمية، وحول أفضل الوسائل التي يمكن أن تطبع مسار الملاحة البحرية، في الوقت الذي يواجه فيه ملاك السفن تكاليف مضاعفة لسلوك المسار الأقرب والأسهل للإيفاء بالاحتياجات العالمية من نفط الخليج العربي.

عملية معقدة ومتشابكة

وتبدو صناعة الشحن عملية معقدة ومتشابكة، نظراً لتباين وجهات نظر العاملين في هذا المجال وكذا المستفيدين منها، فنجد أن ناقلة النفط "ستينا إمبيرو" المحتجزة في إيران، تحمل علم بريطانيا ولكن مالكها سويدي بينما طاقمها من جنسيات مختلفة، كما أن نشاطها دولي، ما يعني أن القضية ليست قضية تخص المملكة المتحدة وحدها.

مياه عالية الخطورة

وصنفت شركات التأمين مياه سلطنة عمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة والخليج في قائمة المياه عالية الخطورة بعد الهجمات التي تعرضت لها السفن على سواحل الفجيرة، لتتحمل السفن العابرة لها تكاليف مضاعفة عدة مرات ضد المخاطر بسبب مخاوف من هجمات قد تطال السفن في هذه الممرات.

ارتفاع تكاليف التأمين

وتقول مصادر غربية إن ارتفاع تكاليف التأمين على السفن يؤثر هو الآخر بشكل سلبي على صناعة الشحن العالمية، وتبدو مشكلة أخرى تواجه الممرات المائية حول العالم، وقد تحتاج إلى حلول بأبعاد مختلفة، ومؤشر آخر في اختلاف وجهات النظر في توفير الحلول الناجعة وضبط الملاحة وتأمينها وردع إيران عن المساس بمرفق حيوي وعالمي.

تباين وجهات نظر

غير أن التباين في وجهات نظر المعالجة هو أحد مؤشرات التحدي الذي يواجه الحكومات لتوفير الحماية للسفن التجارية، خصوصاً في ظل مطالبة البعض بتدخل عسكري لحماية هذه السفن والممرات المائية، بينما يخشى آخرون من أن هذا التحرك قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويزيد من تدهور العلاقات والأوضاع الملاحية، مما يجعل صناعة الشحن ضحية للصراع الجيوسياسي.

أثر الهجمات على صناعة الشحن العالمية:

- ارتفاع تكاليف التأمين على السفن ثمانية أضعاف

- إثارة المخاوف حول حدوث اضطرابات تجارية محتملة في مضيق هرمز

- انقسام واضح بين السياسيين حول أفضل السبل لتأمين الممرات المائية

- وقوع صناعة الشحن ضحية للصراع الجيوسياسي

- مخاوف من نتائج عكسية تجاه أي تدخل عسكري لحماية الممرات المائية