الهلال الكيان مختلف في كل شيء عن البقية، بطولاته تحمل رقما لا يمكن مقارنته بفريق آخر، نجوم مميزة وجماهيرية طاغية. هذا التفرد يسهم في ثقل كاهل المسؤولية للرئيس الذي يقود دفته، لأن عشاقه لا يرضون إلا بالذهب ولا تكفيهم بطولة، طموحهم عال ويصل إلى أرقام مضاعفة وهكذا، ولهذا من يعيش أجواء الهلال يشعر أن الأمر غير عادي، ولم يعد تحقيق إنجاز عابر كل 5 سنوات أو أقل أو أكثر يطفئ وطأة العشاق، وما دام أن الشيء بالشيء يذكر هناك رؤساء للهلال حققوا خلال موسم واحد 3 و4 بطولات بل وصلت إلى نصف درزن، وهو رقم مرعب ورغم ذلك لم تُلبس جماهير الهلال ذاك الرئيس بالألقاب، في حين أن بعض الأندية التي ترى أنها منافسة حينما تظفر بمجد تشتعل الليالي الملاح في أروقتها وتتجلى الألقاب المتعددة لذاك الرئيس، والأكيد أن تلك البطولة حضرت لأن الهلال لم يكن في أحسن أحواله وبالتالي فتح تلك الفرصة للمنافسين للوصول للقمة بطريقتهم الخاصة.

جماهير الهلال العاشقة تنتابها في بعض الأحيان نوبة قلق خشية أن يتعثر زعيمهم رغم أن أحواله على ما يرام، لكنهم يحتاجون للتأكيدات من خلال رسم العطاء على أرض الواقع.

الهلال مع إطلالة الموسم الجاري حضر بشخصية مختلفة على الصعيد الإداري، ومنذ الوهلة الأولى لتسلم الشاب فهد بن نافل مقاليد العمل سارع لعلاج التركة التي خلفتها الإدارة السابقة بهدف تحقيق أفضل الأجواء، غير أن الأمر كان مربكاً للعشاق وتناثرت العديد من التساؤلات العريضة، لعل أبرزها لماذا لم يتم التعاقد مع ذاك اللاعب المحلي أو من المواليد، ولماذا انسحبت الإدارة من بعض الصفقات، وتساؤلات أخرى، والأكيد أن الفريق يحمل أسماء متميزة محلياً وأجنبياً وبالتالي ليس محتاجا إلى مخرجات «لاعبي حواري» وبأرقام مالية باهظة، والحال ذاتها للعنصر الأجنبي، لأن الفريق يملك الأميز في جميع المراكز، ثمة جانب آخر إذا كانت جماهير الهلال قلقة في مثل هذا التوقيت، فالأمر أشد على الإدارة التي تقود دفة العمل، والمنطق يحتاج للهدوء لكي تظهر النتائج يانعة، لأن الهلال طوال تاريخه الحديث الحقيقي وسط الميدان، حتى لو كانت الرياح تعاكس مسيرته إذا استثينا ما حدث في الموسم الماضي، ورغم ذلك كان طرفاً في جميع البطولات حتى آخر رمق، وظفر بإنجاز السوبر وخسر الدوري «عنوة» والعربية بهدف خطأ في النفس الأخير، وتصدر المجموعة الأقوى على الصعيد الآسيوي، تلك المكتسبات والهلال ليس بأفضل حال، فكيف إذا تكاملت جاهزيته.