ترتبط عسير بوزارة الخارجية وبمعظم السفارات المهمة التي تتعلق بالمواطن السعودي الذي له مصالح بدول تلك السفارات، إضافة إلى الوافدين من مواطني تلك السفارات الذين يعملون في منطقة عسير. السعودية تختلف عن أي بلد آخر، فهي الدولة التي يعمل فيها ما يقارب 12 مليون نسمة من أكثر من 150 دولةً، يعملون في قطاعات خاصة وعامة، حيث تعد ثالث دولة في العالم في استضافة الوافدين من مختلف دول العالم. ولأن عسير تمثل نسبةً عاليةً في عدد المواطنين والوافدين وفي حركة التجارة والتنقل الداخلي، لهذا فإن معظم أعمال المواطنين والوافدين وإجراءات عملهم وسفرهم ترتبط بوزارة الخارجية وبالسفارات، لذلك يضطر المواطن والوافد في عسير للسفر إلى الرياض أو جدة للحصول على هذه الخدمات التي تتعلق بالتأشيرات والمصادقة على الوثائق والبت في العقود وفي الكثير من القضايا. وبما أن مدينة أبها فيها مطار دولي أصبح يشكل محطة دولية للكثير من المسافرين، لهذا نطالب وزارة الخارجية والسفارات الأجنبية بفتح فروع لها في مدينة أبها لتسهيلِ وتوفيرِ الخدمات لشريحةٍ كبيرةٍ جداً من المستفيدين الذين يضطرون إلى ترك أعمالهم والسفر إلى الرياض أو جدة لاستكمال إجراءاتهم.

إن عسير في ظل القيادة الحكيمة وبمتابعة أميرها الطموح الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز الذي يعمل ليلاً ونهاراً لتحقيق رؤية قادة المملكة بأن تكون منطقة عسير وجهة سياحية دولية، تحتاج إلى شراكة صادقة وتكامل وتعاون ومبادرات من جميع الوزارات والجهات ذات العلاقة بالرؤية الوطنية المتعلقة بعسير، ولعلنا من متابعتنا للتصريحات التي يُدلي بها المسؤولون بأن مطار أبها يمر بمرحلة التطوير، وأن هناك مشاريع قادمة من قبل الوزارات ذات العلاقة بالوطن والمواطن في هذه المنطقة المتميزة جغرافياً وثقافياً وبشرياً، ونعلم بأن قيادتنا الرشيدة تأخذ متطلبات هذه المنطقة بجدية ومسؤولية مثل غيرها من مناطق المملكة، ولكننا نريد أن نذكر ونحن أبناء المنطقة الذين يعيشون حلم النهوض بهذا الجزء الغالي من وطننا العزيز لتكون عسير «سراة و تهامة» وجهة سياحية عالمية يقصدها السياح على مدار العام للتمتع بخدماتها وأجوائها وطبيعتها الجبلية والبحرية والسهلية. هذه السياحة العالمية لها مقومات ومعايير وضوابط يجب أن ترتبط بفتح الفرص الوظيفية المتنوعة وبالاستثمارات الحكومية والأهلية والأجنبية في المنطقة، ولعل من المناسب في ظل الاعتداء على مطار أبها أن نذكر بأهمية السكك الحديدية لتسهيل حركة الناس والبضائع من وإلى منطقة عسير وربطها بالرياض العاصمة وبجدة ومكة المكرمة التي يقصدها المعتمرون والحجاج من جميع المناطق المجاورة، إضافة إلى المناطق الرئيسية القريبة من المنطقة مثل: جازان ونجران. ونحن أهل عسير نرى أنه واجب أن ينظر في عدة مطالب ملحة، منها: ميناء القحمة والبرك، حيث يمثل الميناء منفذاً للمنطقة، ولهذا وجوده وتنميته وتطويره يعد تعزيزاً لدوره في الدفاع عن الوطن وتسهيلاً للخدمات وتقليلاً من الاستخدام الكثيف للطرق، ويفتح المجال لحركة تجارية وسياحية ورياضية على سواحل البحر الأحمر الذي يعد ملاذاً في فصل الشتاء لجميع سكان المنطقة، كما أن وجود فروع للسفارات سيسهم في دعم السياحة التي يجب أن تكون سياحة عالمية، وعسير مؤهلة لذلك.

نريد في عسير فروعاً للمستشفيات الرئيسة مثل: مستشفى الملك فيصل والأمن والحرس الوطني ومدينة الملك فهد الطبية وغيرها من المستشفيات الحكومية؛ لأن المواطن لن يكون قادراً على الدخول إلى المستشفيات الخاصة التجارية وغير المقننة التي انتشرت في أبها، نريد فروعاً لشركات مثل: أرامكو وسابك وغيرهما من الشركات العملاقة، إضافة إلى فروع لبنوك التنمية الصناعية والاستثمار.

نذكر بأن عسير تستطيع أن تكون مركزاً صناعياً منتجاً في المجالات التي تحتاج إليها خطط التنمية في المملكة

والمواطن لا ينظر لعسير وحدها، ولكنه ينظر من خلال الوطن الواحد، فهو يتكامل في نظرته مع جميع مناطق المملكة، وهو مواطن يتفاعل مع جميع المستجدات في العالم.