لم يكن الآباء والأجداد في هذا الوطن يقولون لأبنائهم (المجالس مدارس) من فراغ، بل هم يعلمون ما للمجالس من أهمية في صقل شخصيات أبنائهم حتى يكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم، فتلك المجالس تضم وجهاء القوم وعقلاءهم وحكماءهم، وكبار السن الذين مرت بهم تجارب كثيرة، لذلك فمجالسة أمثال هؤلاء ستعود بالنفع على الشباب المقبلين على الحياة، ليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم.

بعد هذه المقدمة سأعرج بالحديث عن المجلس العام في إمارة منطقة عسير، الذي يستقبل فيه الأمير تركي بن طلال، كل من له شكوى أو مظلمة، فكل من يدلف إلى هذا المجلس شاكيا أو متظلما، يخرج مبتسما راضيا لما لقيه من إصغاء وتفهم وحسن استقبال من أمير لا يتهاون في أي شكوى أو مظلمة، ولا يكتفي بالتوجيه فقط، وإنما يهتم بالمتابعة إلى النهاية.

إن من يحضر المجلس العام في إمارة عسير ويستمع ويشاهد ما يدور فيه، يدرك تمام الإدراك أن ولاة الأمر في هذا البلد المعطاء، يتلمسون احتياج المواطن والمقيم في كل شؤونه، وهو نهج عادل رسمه مؤسس هذه البلاد وسار عليه أبناؤه الملوك من بعده، والأسرة الحاكمة.

ومن هذا المنبر أرسل رسالة تحمل في طياتها الأمل من مسؤولي المنطقة في مختلف الجهات الحكومية أن يحضروا في الأسبوع ولو مرة واحدة لهذا المجلس، ليشاهدوا كيف يتعامل أمير المنطقة مع من يحضر إليه، وينتهجوا نهجه في معالجة الأمور والشكاوى، ليرتقوا بالخدمات في المنطقة، وأنا على يقين تام أن من يتبع هذا النهج ستكون إدارته من أفضل الإدارات، وعطفا على مقولة المجالس مدارس، أقول: في مجلس أمير عسير دروس.