خلاف ما تروّج له كثير من وسائل الإعلام عن اعتقال الحكومة الصينية لـ3 ملايين إيغوري مسلم، شدد مسؤولون صينيون على أن عدد الموقوفين من هذه الطائفة المسلمة لا يتعدى 12995 شخصا بتهمة الإرهاب.

وكانت 37 دولة، أرسلت إلى الأمم المتحدة رسالة أيدت فيها سياسة بكين في طريقة تعاطيها مع مكافحة الإرهاب في إقليم شينجيانج الواقع شمال غرب الصين، ووقفت «الوطن» ميدانيا على عدد من مبررات ذلك التأييد، حيث زارت إقليم شينجيانج الذي يقطنه الإيغور، وذلك بصحبة وفد إعلامي دولي من 24 دولة، تنشر «الوطن» تفاصيلها في ثلاث حلقات، كشفت فيها بكين دعمها للمسلمين ببناء مساجدهم على نفقتها، وذلك مع وجود 24800 مقر للنشاطات الدينية، بما فيها المساجد والكنائس والمعابد البوذية والطاوية يقوم عليها 29300 موظف ديني، كان ذلك بالتزامن مع استمرار وتيرة عمليات إرهابية طالت الإقليم، وتوقفت تقريبا قبل 3 سنوات فقط.

اتحاد وتضامن

والإيغور تعني الاتحاد والتضامن باللغة الإيغورية، وهم شعوب تركية ويشكلون واحدة من 56 عرقية في الصين، ويتركزون في منطقة شينجيانج، على مساحة تعادل سُدس مساحة الصين، ويتواجدون في بعض مناطق جنوب وسط الصين، ويدينون بالإسلام.

دروس دينية بشهادات رسمية

شملت زيارة الوفد الإعلامي منازل المدنيين «الإيغور» وأكاديميات اجتماعية ومؤسسات ومعاهد إسلامية، ومسارح وعدد من المصانع، ومراكز للتأهيل المهني للمتأثرين بالفكر الإرهابي، إضافة إلى جولات ميدانية على منشآت ومعاهد أكاديمية للمسلمين ظهر فيها تلقيهم الدروس الدينية بحرية يحصلون على إثرها الشهادات العلمية، التي تخولهم للتدريس في ذات المعاهد أو تولي مسؤوليات في إدارة المساجد.

تخريج 630 متخصصا بالشريعة

استغرب مسؤولون صينيون إصرار بعض الحكومات وعدد كبير من وسائل الإعلام الغربية على اتهامهم بسجن الإيغور ظلما، ومنعهم من ممارسة حرياتهم الدينية، في وقت سيتخرج منهم 630 طالبا قريبا من تخصصات الدراسات الإسلامية من المعهد الإسلامي في «أورومتشي» عاصمة تشينجيانج، الذي يستوعب 1100 طالب في المعهد الرئيس لوحده، والذي كلف الحكومة مبلغ 279 مليون ين لإنشائه، وذلك دون حسب أعداد الطلاب الأخرين، الذين يدرسون في 8 فروع للمعهد، تقع في مختلف مناطق شينجيانج.

واللافت خلال زيارة الوفد للمعهد الرئيس معرفتهم بتاريخ افتتاحه، الذي كان في عام 1987 أي أنه لم يفتتح حديثا لكي تجد الحكومة مخرجا لنفسها من الأزمة.

8 فروع للمعهد

وللمعهد 8 فروع في مختلف مناطق شينجيانج، وتستوعب جميع الفروع 1600 طالب، يدرسون عددا من التخصصات مثل دراسات اللغة العربية، ودراسات الثقافة الصينية، ودراسات القوانين الصينية، والدراسات الإسلامية، ودراسات الحديث والقرآن، حيث يتخرج المسلمون «الإيغور» منها وغالبا ما يعملون في المساجد المنتشرة في الإقليم أو في التدريس في تلك المعاهد.

حفظ إرثهم من الانقراض

دعم الحكومة الصينية للإيغور لم يقتصر حسب المسؤولين فقط على رعاية مساجدهم والمعاهد الإسلامية، التي يدرسون بها، بل حتى في رعاية إرثهم الحضاري وثقافتهم الخاصة، وذلك بدعم ما يسمى «معهد فرقة فن المقامات التابع لمسرح الفنون» في أورومتشي، وهو فن كان على وشك الانقراض، لكن الحكومة الصينية أنقذته بدعم يقدر بـ100 مليون ين صيني.

فن المقامات الـ12

يحتوي المعهد على مسرح يستوعب أكثر من 800 مشاهد، تأسس عام 1989، وتم في عام 2015 تعديل مسماه إلى «مسرح فن المقامات»، فيما أوضح مسؤولو المعهد خلال جولة الوفد أن فن المقامات يعود لأكثر من 600 عام، وهو فن تمرس فيه الإيغور، ويحتوي على 12 مقاما موسيقيا، وفي عام 2005 تم إدراج هذه المقامات في قائمة التراث الثقافي في الأمم المتحدة.

احترام الأنظمة والقوانين

قالت عضو الحزب الشيوعي الصيني "تيان وان" إن من مزايا إقليم (شينجيانج - سنجان)، الاختلاط بين مختلف القوميات وعددها 13 قومية، كما أنها منطقة تحوي على أديان مختلفة، مثل الإسلام، والمسيحية، والبوذية، وللجميع الحرية الكاملة في اعتقاداتهم الدينية، طالما احترم الجميع الأنظمة والقوانين.

أعداد السجناء الإيغور

إلى ذلك حصلت «الوطن» على ما أطلقت عليه الحكومة الصينية «الكتاب الأبيض»، الذي أصدرته في مارس 2019 بعنوان: «جهود سنجان في مكافحة الإرهاب والتطرف»، وفيه يرد أن عدد «الإيغور» الإرهابيين المسجونين بلغ 12995 شخصا، مع رصد الحكومة لـ1588 جماعة إرهابية على أراضيها، وضبط 30645 متورطا بأنشطة دينية «غير مشروعة»، ومصادرة 344229 مادة إعلامية دينية «غير مرخصة»، وضبط 4858 نشاطا دينيا غير مشروع، ومصادرة 2052 قنبلة، وذلك منذ عام 2014.

- إقليم شينجيانج، أكبر إقليم في الصين، ويشغل سدس مساحة الدولة وله حدود مع 8 دول

- يعد موطن الرقص والغناء، واستثمرت الحكومة أموالا طائلة للمحافظة على هذه الفنون

- تعمل الحكومة على حل مشكلة الفقر لدى الأقليات والتخلص منها العام المقبل

- الإقليم ليس متطورا مقارنة بباقي الأقاليم في الصين

- يجري تطويره خصوصا بعد القضاء على الإرهاب

إحصاء حكومي منذ عام 2014

- 12995 إيغوريا موقوفا بتهمة الإرهاب

- 1588 جماعة إرهابية في الإقليم

- 30645 متورطا بأنشطة دينية "غير مشروعة" تم ضبطهم

- 344229 مادة إعلامية دينية "غير مرخصة" تمت مصادرتها

- 4858 نشاطا دينيا غير مشروع تم ضبطه

- 2052 قنبلة صودرت