بحجج وادعاءات الهجرة غير القانونية أوقفت تركيا خلال أسبوعين فقط نحو 6 آلاف مهاجر سوري وأفغاني في اسطنبول وحدها، وهي التي سبق لها أن فتحت لهم الأبواب، واستخدمتهم كورقة ضغط على أوروبا، وشجعت على قدومهم للبلاد، فيما تمارس في الوقت نفسه خروجا على القانون، وعلى العرف الدبلوماسي، بتشكيل جماعة ضغط لصالحها في الولايات المتحدة، محاولة أن تظهر بمظهر الضارب بيد من حديد على الخروج عن القانون، فيما يتعلق بمسألة المهاجرين السوريين، لكنها تبيح لنفسها الخروج عنه، فيما يتعلق بمصالحها في موضع آخر.

إدانة

أدانت محكمة أميركية رجل أعمال كان شريكا تجاريا لمستشار الأمن القومي السابق للرئيس دونالد ترمب، مايكل فلين بتهمة تشكيل جماعة ضغط لصالح تركيا في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.

واتُهم بيجان كيان بالعمل بصورة غير قانونية كعميل غير مسجل لحكومة أجنبية في قضية منبثقة عن التحقيق بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وكيان، الذي يستخدم أيضا اسم بيجان رفيقيان، كان شريكا في مجموعة «فلين إنتل غروب»، التي يملكها فلين وأبرمت عقدا بأكثر من 500 ألف دولار، لتشكيل جماعة ضغط نيابة عن أنقرة، خلال فترة الأشهر الأخيرة للحملات الانتخابية الرئاسية.

ومن بين المسؤوليات التي عُهدت إلى الجماعة، وفق العقد، الضغط على الحكومة الأميركية لتسليم الداعية فتح الله جولن، الذي يقود جماعة محظورة في تركيا.

تآمر

بحسب ملف القضية تآمر كيان الذي يحمل الجنسية الأميركية مع التركي الهولندي كميل إكيم ألبتيكين، «بشكل سري وغير قانوني للتأثير على السياسيين الأميركيين والرأي العام، بشأن مواطن تركي يعيش في الولايات المتحدة».

وكان ألبيتكين كما ورد في لائحة الاتهام وسيطا بين حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وشركة فلين.

ويبدو أن فلين، الذي أقر بتهمة واحدة هي الكذب على المحققين في التحقيق بالتدخل الروسي، لكنه لم يُتهم بتشكيل مجموعة ضغط بشكل غير قانوني، قد توقف عن التعاون مع المدعين على الرغم من موافقته على ذلك في اتفاق الإقرار بالذنب.

ودفع محامي كيان بعدم وجود أي دليل على أن الأموال جاءت من الحكومة التركية، لكن هيئة المحلفين في المحكمة الفيدرالية في ألكسندريا في فرجينيا لم تقتنع بذلك.

ويواجه كيان ما يصل إلى 15 عاما في السجن بتهمتين تتعلقان بتشكيل جماعة ضغط بطريقة غير قانونية.

توقيف

أدت حملة ضد المهاجرين غير القانونيين في اسطنبول إلى توقيف 6 آلاف شخص بينهم سوريون في الأسبوعين الماضيين، حسب وزير الداخلية التركي.

وذكرت تقارير أن مئات اللاجئين السوريين أعيدوا إلى سورية، بعد أن أُجبروا على التوقيع على وثائق موافقة على ذلك، باللغة التركية.

وقال الوزير «قبضنا على 6122 شخصا في اسطنبول»، مشيرا إلى وجود سوريين بين الموقوفين لكن بدون تحديد عددهم.

وقال «عندما نقبض على سوريين غير مسجلين نعيدهم إلى مخيمات للاجئين»، مشيرا إلى مخيم في محافظة هاتاي التركية الحدودية.

إلا أنه قال إن السوريين يختارون العودة إلى بلادهم «طوعا» إلى مناطق انحسر فيها القتال.

تقييد

تستقبل تركيا حسب تأكيداتها 3.5 ملايين شخص، معظمهم يحمل بطاقات «حماية مؤقتة» لكنها تقيد حركتهم في المحافظة، وقالت منظمات غير حكومية سورية إن أكثر من 600 ألف سوري، غالبيتهم يحملون بطاقات حماية مؤقتة صادرة عن محافظات أخرى، تم توقيفهم في اسطنبول الأسبوع الماضي وطردهم إلى سورية، ولم يتم نقلهم إلى محافظات أخرى.

اتهامات للتركيين كيان وألبكتين

- تشكيل جماعة ضغط بشكل غير قانوني

- عميل غير مسجل لحكومة أجنبية

- 500 ألف دولار لتشكيل جماعة الضغط

- الضغط على الحكومة الأميركية لتسليم جولن

- التأثير بشكل سري وغير قانوني على السياسيين الأميركيين والرأي العام

- وسيط بين حكومة الرئيس التركي إردوغان وشركة فلين

- 6122 مهاجرا أوقفوا في اسطنبول خلال أسبوعين

- 3.5 ملايين سوري لجأوا إلى تركيا ويحملون بطاقات "حماية مؤقتة"

- السوريون الموقوفون يرحلون إلى بلدهم ولا ينقلون لمحافظات أخرى