واصلت عصابات الحوثي المنقلبة على الشرعية، انقلابها على الأعراف القبلية اليمنية الحسنة، واستمرت في محاولات خداعها للقبائل بعد قتل مشايخها وأعيانها، بإيهامها بأن القاتل سيخضع لحكم القبيلة، عبر تقديم “ثيران وأبقار” لذوي القتيل في عرف قبلي يفيد بنزول القاتل عند حكم أسرة القتيل، لكنها تتنصل من هذا النزول لاحقاً بعد أن تكون قد امتصت غضب القبيلة بالخداع.

تكرار

مارس الحوثي إسكات القبائل عن أفعاله وقتله لمشايخها وأعيانها بذات الأسلوب المتكرر منذ سيطرته على العاصمة صنعاء، وخلال الشهر الأخير قتل الحوثيون أكثر من 5 مشايخ ونكلوا بهم وسحبوا جثثهم في الشوارع والطرقات. وبدأت جرائمهم المتعلقة بهذا الصدد بقتل الشيخ أحمد علي سالم السكني، نتيجة قبوله لجوء شخص لاذ به لحمايته، وإنصافه من تسلط أحد القياديين الحوثيين وانتزاعه أرضه الزراعية الكبيرة، ورغم حشد أعداد كبيرة من قبليته مطالبين بإحضار الجاني أبوناجي الماربي الذي تربطه علاقة شخصية وطيدة بأبي علي الحاكم، فإنه في اليوم التالي حضر محمد الحوثي والحاكم، وقابلا مشايخ وقبائل أسرة الشيخ المسكني وقدموا بين أيديهم ما يسمى التحكيم القبلي عبارة عن ثورين و9 بنادق، ثم تكرر السيناريو قبل أسبوع بعد مقتل الشيخ سلطان الوروي، حيث حضر محمد علي الحوثي وقدم تحكيما عبارة عن ثورين، كما حضر، أخيرا، بعد مقتل حليفهم المقرب مجاهد قشيرة وسحب جثته على الأرض بشكل مهين، والتقى بأسرته وقبليته وقدم ثلاثة ثيران.

إيهام

قال عمار الفضلي، وهو أحد أبناء محافظة عمران لـ”الوطن” “يريد الحوثي إيهام الناس بأنه يخضع للأعراف القبلية والأحكام المجتمعية، والمتعارف عليه لدى القبائل أنه عند إقدام الجاني على جريمة، يحضر أقاربه أو أسرته أو قبيلته إلى قبيلة المجني عليه، ويقدم ما يعرف بالتحكيم القبلي، الذي يعني الالتزام بكل مطالب أسرة المجني عليه، وقد يدخل في هذا الأموال أو الأسلحة أو الأبقار أو الجمال أو غيرها، وليس الاختلاف هنا، فالمشكلة أن الحوثيين يقدمون هذه الثيران مع كل جريمة يرتكبونها لإسكات أسرة المجني عليه وقبيلته ومحاولة امتصاص الغضب، ثم بعد ذلك يتجاهلون الالتزام بهذا التحكيم الذي أوهموا الناس بالرضوخ إليه.

إهانة

شدد الفضلي على أن الحوثيين يمارسون أساليب إهانة دخيلة على المجتمع، وهي سحب الجثث ورميها في الشوارع والتنكيل بها، في تمثيل يخالف حتى الشريعة، كما يخدعون القبائل بأنهم سيخضعون للتحكيم القبلي ويقبلون به، لكنهم لا يفعلون، فقاتل الشيخ أحمد المسكني فعل جريمته قبل شهرين، وهو معروف لكن الحوثي لم يلتزم بالتحكيم الذي تعهد به عند مقتله، واكتفى بإسكات أسرة المقتول وقبيلته بثورين”.

وأشار “بعد أن قتل الحوثي، أول من أمس، مجاهد قشيرة، حاول فورا تشويه سمعته عبر قناة المسيرة، واتهامه بأنه منافق وخائن وقاطع طريق، بينما كانت قيادات حوثية تزوره في منزله قبل أقل من أسبوعين، وعندما وجد الحوثيون ردود فعل غاضبة، حضر محمد الحوثي ومن معه وقدموا أربعة ثيران كالمعتاد لإسكات أسرته وقبيلته، مع الالتزام بتسليم الجناة، وهو ما لن يفعلوه”.

معادلة مقلوبة

بين الفضلي أن الحوثي يكيل بمكيالين، فحين يكون القتيل منه تكون المعادلة مختلفة، والديّة ضخمة والعقوبات مشددة، ولا تقبل الثيران في دم حوثي.

ممارسات حوثية ضد المشايخ

- قتل المشايخ والوجهاء والتنكيل بهم

- تقديم الأبقار والثيران واستغلال العرف القبلي لامتصاص الغضب

- تجاهل أسرة المجني عليه وقبيلته

- الاستمرار في إهانة المشايخ والرموز والتمثيل بهم