كلمة (تابو) وهي تعني (المحظور في نظر المجتمع) هي كلمة شهيرة بمعناها ودلالتها خاصةً في مجتمعنا العربي الذي كثرت فيه «التابوهات» حتى حاصرتنا من جميع الاتجاهات.

وتعد «التابوهات» الشهيرة التي تتكهرب منها بعض الشعوب هي: الدين - الأعراف السائدة - السياسة.

عاشت المملكة العربية السعودية فترة طويلة من (تسلّط) بعض الآراء المتشددة دينيا (غير الوسطية) مما خلق تابوهات منذ زمن طويل، دون عقل أو منطق، وقد شهد كثيرٌ منا تحطم تلك (التابوهات) مع الزمن، ومنها: دراسة المرأة في الستينيات الميلادية، ومن ثم الإذاعة والتلفزيون، ومروراً بالتحذير من شرور الإنترنت، ومحاربة القنوات الفضائية، ووصولاً إلى قيادة المرأة للسيارة، القرار الذي مر عليه تقريبا حوالي السنة، وحسمَ جدلاً استمر عقدين من الزمن.

كعادة «التابوهات» بعد تحطمها، يسرع من كان يغذيها بـ(الاستسلام) للعقل والمنطق، والدليل أن من حاربوا تعليم المرأة يتسابقون ببناتهم وحفيداتهم للابتعاث بكل دول العالم، وأن من أوصى بتكسير (صحون) البث والرسيفرات هم من يتسابقون الآن للخروج بالبرامج الفضائية، تذكرتُ بعضَ متحجري الرأي في زمن معين الذين حرموا أخواتهم وقريباتهم من ممارسة حقوق طبيعية مثل: دراسة الطب أو الابتعاث، وكيف تحوّل بهم الزمن فجأة إلى مطاردة أخبار الابتعاث لبناتهم!.

والحقيقة أن التطور الإنساني مثل (الطوفان) الجاري، ومهما تُحاول بعض المجتمعات مقاومته، فإنه بالنهاية لا يصح إلا الصحيح، وماهو مباح دينيا ويماشي العقل والمنطق لا يمكن منعه باجتهادات (تُمحى) مع الزمن، ومما ساعد بانتشار التابوهات (المجتمعية) السابقة هو غموض الأنظمة والقوانين في كثير من الأشياء التي تم تحسينها بشكل كبير، ومنها: حقوق المرأة الأساسية بالتعليم والعمل وحمايتها من المتحرشين والذئاب البشرية.

الآن، لا يمكن العبث بسهولة مع امرأة تقود سيارة أو تشارك عائلتها حضور تتويج (عالمي)، فالأنظمة بالمرصاد، والوعي المجتمعي بازدياد.

ومن باب أولى تربية أبنائنا على أخلاق الإسلام السمحة من صدق وإحسان وبر وأمانة، بدلاً من الشكليات والتنطع بالمظهر ونسيان (الجوهر)، وهذا نراه بوضوح كمجتمعات إسلامية بلا إسلام كما وصفها الإمام محمد عبده عندما ذهب لمؤتمر باريس عام 1881 ثم عاد من هناك إلى مصر قائلاً: (ذهبتُ للغرب فوجدتُ إسلاماً ولم أجد مسلمين، ولما عدتُ للشرق وجدتُ مسلمين ولكنني لم أجد إسلاما)!.