في أحد متاجر التجزئة الخاصة بالأزياء الرجالية والنسائية، قامت إحدى الفتيات المتسوقات، بمحاولة إثارة محاسب الصندوق، عند دفعها مبالغ مشترياتها، وقامت باستفزازه حتى ارتفع الصوت بينهما، وطلبت حضور مدير المعرض، ليحضر صاحبنا المدير السعودي مهرولا ومعه من الأوراق ما يكفي لتغطية «عين العدو».

وبعد مناقشة مختصرة بين المدير والفتاة، رفضت التوقيع على أي شكوى رسمية ضد محاسب الصندوق، وغادرت المحل تاركة المعركة تحتدم بين المدير وموظفه.

وكان أحد زملائهم في العمل «بنجلاديشي الجنسية» ويتجاوز الخمسين من عمره تقريبا، فحضر المدير إليه ليستفتيه فيما رأى، لأنه يعرف أنه «ما في مننا مننا»، فرد هذا الكبير بكلمة مختصرة «انت هذا حرمه مشكلة»، يقصد بأنك يا مدير المعرض السعودي أنت سبب ما قامت به هذه الفتاة، ليتمعض ويتمزجر هذا المدير لوقت قصير، وبعدها يسأل: «كيف انا هذا حرمه مشكلة، أنا ما في موجود هذا وقت هو جنجان سيم سيم هذا كاشير».

ولكن أخونا البنغالي، قال للمدير: كم عمرك الآن؟ فرد السعودي قرابة الثلاثين عاما. وهل أنت متزوج؟ فرد المدير السعودي لا. فسأله: ولماذا؟

فنسي صاحبنا السعودي الشكوى المفتوحة، وبدأ يشتكي من أهوال الزواج عندنا في السعودية، وأن الزواج يحتاج إلى وإلى وإلى «150 ألف ريال بالراحة»، وأهون لك من ذلك كله، وبدلا من الربطة والعناء والديون، أن «تنسى الزواج إلى حين ميسرة».

فرد عليه صاحبنا البنغالي: «أنا زواج عمر 19 سنة، حرمة أنا 17 سنة، الحين بيبي أنا خلاص medical college»كلية الطب«، أنا راتب الحين سيم سيم أنت معلوم 1800 ريال، بس عشان كُلّو نفر مساعدة أنا زواج»، انتهى.

متى ستسمعون أيها الآباء والأمهات إلى صرخات الاحتياج النفسي والعاطفي لأبنائكم وبناتكم، وتعلمون أن استقامة أبنائكم وبناتكم على طريق الحلال، هي أهم بألف مرة من كلام «فلان وعلان» الذي سيقول: إننا زوجنا بنتنا المصون لعاطل فقير، وزوجناها له ليسكنها في جناحه الخاص في منزل والده، ولم نطالبه بسكن مستقل، وكأن الحب والمودة يعرفان «السكن المستقل أو غير المستقل».

لذا عزيزي الشاب، عليك أن تذكّر نفسك في كل مرة ترى فيها فتاة تبحث عن إشباع لاحتياجها، بطرق رخيصة، بأنك الجزء الأكبر من هذه المشكلة، باقتناعك أنك لا بد أن تحمل عشرات الآلاف قبل أن تفكر في الزواج، ونسيت حتى أن الزواج قد يكون حلا لفقرك.

نظرة للسماء: قال رسول الله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، «ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف، و....، و....».