تواصل "الوطن" فتح ملف ما تفعله قطر في الصومال، حيث ذكر المصدر الخاص، خلال حديثه لـ"الوطن"، كشف خفايا الدور المشبوه الذي تقوم به قطر في الصومال منذ أزمة مقاطعة الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب، ولماذا لجأت الدوحة للشباب الصومالي لتجنيده، وماهي الوعود التي تلقوها عند وصولهم إلى معسكرات التدريب في الدوحة، ولماذا رفضوا إكمال الدورات العسكرية وأصروا على العودة لبلادهم.

وعود زائفة

يؤكد المصدر نقلا عن أحد الصوماليين المجندين، أن حكومة قطر طلبت من نظيرتها الصومالية أفرادا لتلقي التدريب في قطر ثم إعادتهم وإدماجهم في الجيش الصومالي، حيث كان ذلك بعد أزمة المقاطعة العربية للدوحة عام 2017، مشيرا إلى أن الدوحة أصرت على مقديشو أن تتوسط لدى زعماء القبائل والأقاليم لفرز الشباب الراغب في التجنيد في قطر.

ويقول المجند إن "شيخ القبيلة تواصل معه وأبلغه باختياره للتدريب في قطر ثم العودة والعمل في الجيش الصومالي، مقابل راتب 1000 دولار شهريا"، مضيفا "كنت متخرجا حينها ولا يوجد لدي عمل، فاضطررت للحاق بركب الشباب الذاهب إلى قطر. وأخذوا منا 3 آلاف شخص، وعندما وصلنا هناك، تم دمجنا في مراكز تدريبية على يد ضباط من باكستان والسودان" في معسكر حمد بن خليفة الواقع قرب العاصمة الدوحة.

ويضيف "جاءنا فجأة ضابط قطري، وأحد الصوماليين المترجمين، وقدموا لنا محاضرة عسكرية، فتفاجأنا برغبتهم في ضمنا رسميا للجيش القطري، مقابل 800 دولار شهريا، وبعد 3 سنوات تكون العلاوات، الأمر الذي أثار غضب الكثير منهم وطلبوا العودة إلى بلادهم دون إكمال الدورة التدريبية".

حشد على حدود السعودية

يقول المصدر إن العدد الرافض للأوامر القطرية وصل إلى 700 شخص، مما دفع بحكومة قطر إلى الزج بهم في السجون، وتعرضوا على إثر ذلك للتعذيب والسباب، واضطروا لعمل إضراب جماعي عن الطعام، وبعضهم خرج في مظاهرات وتسبب في أعمال شغب، مؤكدا أن من ضمن الأوامر التي تلقوها بعد إدماجهم رسميا في الجيش القطري، ضرورة حشدهم على الحدود السعودية القطرية وكان ذلك بداية عام 2018. ويشير المصدر إلى أن الشباب الصومالي كانت تتراوح أعمارهم بين 18-30 سنة، في حين كانت عملية التجنيد واختيار الشباب الصومالي تتم بشكل سري من قبل القطريين، لدرجة أن المجندين كانوا يضعون التأشيرات داخل أحذيتهم خوفا من افتضاح أمرهم.

السفر من عدة دول

يروي المصدر عن أحد المجندين الآخرين، قوله "تركت أهلي للعمل في قطر في إحدى الوظائف العادية، إلا أن القطريين كانوا يطلبون منا السفر لبلدان أخرى قبل الوصول إلى قطر، وذلك عن طريق إثيوبيا، وكينيا وأوغندا لتشتيت الانتباه، فتفاجأت أني وجدت نفسي في مركز تدريب حمد بن خليفة في الدوحة، فجاءنا المعلمون وطلبوا منا التدريب للانضمام إلى العسكر، وبعد 9 أشهر من التدريبات الشاقة المتعبة، طلبوا منا الانضمام للجيش القطري في القطاعات المختلفة، فرفض هو والكثير من الشباب؛ بسبب عدم وجود الاتفاقية، قبل أن يتم الإفراج عنهم وترحيلهم، فيما بقي جزء من الشباب هناك بسبب أوضاعهم المتردية.

وعود قطر قبل تجنيد الصوماليين:

- الطلب من الحكومة التواصل مع القبائل لترشيح الشباب الفقير

- وعود بتدريبهم وإعادتهم لدمجهم في الجيش الصومالي

- 1000 دولار شهريا لكل مجند

الحقيقة:

- الرغبة في إدماج الصوماليين داخل الجيش القطري

- الزج بهم في الحدود المشتركة مع السعودية

- الكذب بشأن الرواتب والعلاوات

طرق التجنيد:

- اختيار دول إفريقية ثالثة قبل إرسالهم إلى الدوحة

- إصدار تأشيرات سرية