رغم حساسية الموضوع الذي أود التطرق إليه، إلا أن هذه الحساسية الناتجة عن الموقف الذي أحدثتهُ فتاتان مؤخراً، وتجاوزتا فيه كل القوانين والأعراف، لن تثنيني عن الحديث عنه، لما في ذلك الفعل من تجاوزات ستؤثر مستقبلاً على شريحة واسعة من الشباب، هذا أولاً، وثانياً لوجود تعديات شرعية وقانونية ستفتح باباً من التكهنات عن موضع ومدعاة حالة التحرش، فضلاً عن أن هذا الفعل فيه تلاعب بمشاعر الناس وخصوصياتهم لاسيما الشباب منهم، إضافة إلى إثارة الفتاتين لحالات الاستهجان والسخرية المصحوبة بعاصفةٍ من الغضب الواسع الذي يدل على غيرة أهل هذا البلد ثالثاً. لقد تناقلت وسائل الإعلام الحديثة مقاطع من هذا الفعل، وتناقلتها جميع وسائل التواصل الاجتماعي دون استثناء، الحديث هنا عن العمل المستنكر والفعل المستهجن حديث الساعة الذي قامت به فتاتان تجردتا من عباءة الحياء، حين تجولتا في شوارع إحدى المدن، كل منهما في موقف مستقل، دون أن يكون هناك أدنى درجة من درجات الاحترام لما نصت عليه الأحكام بوجوب الحجاب الشرعي، لقد بدت تلك المناظر التي لم يألفها الناس خادشة للحياء، ومستفزه لمشاعر الشباب بكل المقاييس. لقد تضمنت لوائح وأنظمة مكافحة جريمة التحرش التي أُقرت يوم الثلاثاء 14/‏‏‏9/‏‏‏1439، المادة الثانية، والتي نصت على أن الهدف منها مكافحة جريمة التحرش والحيلولة دون وقوعها وتطبيق العقوبة على مرتكبيها وحماية المجني عليه، وذلك صيانة لخصوصية الفرد وكرامته وحريته الشخصية التي كفلتها أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة.

بنص هذه المادة، الفتاتان خالفتا هذه المادة من نظام مكافحة التحرش، وانتهكتا أيضا أحكام الشريعة قبل ذلك، نعم لقد أساءتا الأدب بفعل يعد من الطرق المؤدية إلى التحرش بالشباب في مكان عام. غالب الظن دائما وأبدا هو قيام الرجل بهذا الفعل هكذا جرت العادة، غير أن واقعنا اليوم يبدو مختلفاً بظهور مثل هذه الحالات والتجاوزات المؤسفة، ورغم محدوديتها لكنها قد تصدر من المرأة رغم شناعتها، وهذا ما حدث، نسأل الله السلامة والعافية.