مهنة زراعة وبيع "الرطب" في واحة الأحساء، لم تعد كما كانت سابقاً مقتصرة على أبناء الأحساء فقط، ولم يعد هناك تباشير وفرحة جني الرطب، كما كان ذلك في الماضي، ولم يعد للمزارع الأحسائي أن ينتظر موسم الصيف ليقطف الرطب بيديه، ويبيع جزءا منه ويهدي أقاربه الجزء الآخر، والسبب في ذلك، سيطرة المقيمين الآسيويين على أسواق ونقاط البيع المنتشرة في مدن وقرى الأحساء والدخول في مزادات مع المواطنين بطريقة مخالفة.

وأكد شيخ التمور في السوق المركزي بالأحساء عضو لجنة التمور والنخيل في غرفة الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي أمس لـ "الوطن" ،انتشار ظاهرة شراء هؤلاء لمحصول الرطب والتمر كاملاً من أصحاب تلك المزارع، وتحكمهم في وضع الأسعار التي لا تخضع لمعايير سوى اتفاقهم جميعاً على توحيد السعر وارتفاعه بما يتلاءم مع ظروف تجارتهم، مشكلين شبكات منظمة للسيطرة الكاملة على السوق، وتستر ضعاف النفوس عليهم بمبالغ شهرية زهيدة.

وأضاف الحليبي أن استمرار سيطرة الوافدين على الرطب، ومزاحمتهم للمزارعين الأحسائيين، تسببتا في تكبد المزارعين الأحسائيين لخسائر مالية كبيرة. وأكد الحليبي أنه خلال الاجتماع المقبل للجنة التمور في غرفة الأحساء، سيتولى طرح تلك الإشكالية أمام أعضاء اللجنة لمناقشتها وإيجاد الحلول المناسبة لها بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى، مبيناً أنه لا يمانع مزاولة المزارعين الوافدين زراعة وبيع الرطب، وإنما الممانعة في السيطرة ومضايقة المزارع الأحسائي، واقتصار بيع رطب مزرعة على صاحبها فقط دون الشراء والمزايدة بقصد المتاجرة، والبيع لصالح صاحب المزرعة فقط.

وقال المزارع عبدالله العمر إن هناك تكتلات من العمالة الوافدة بدأت تحكم سيطرتها على زراعة التمور في الأحساء، من خلال شراء الموسم كاملاً لجميع محصول المزرعة، محذراً من استمرار تلك التكتلات، التي هي أشبه بناقوس يدق الخطر على مستقبل الزراعة بشكل عام في الأحساء، داعياً إلى وقف تلك التكتلات وسن أنظمة وقوانين بما يتماشى مع سعودة هذا القطاع الهام في الاقتصاد السعودي، ولاسيما أن الطاقة الإنتاجية للتمور في الأحساء تقدر بـ 100 ألف طن، قيمتها الإجمالية تربو عن 400 مليون ريال سنوياً.

وأبان المزارع ناصر الداوود أن المسألة امتدت للكثير من المحاصيل الزراعية في الأحساء كالليمون الحساوي، والباميا والباذنجان والكوسة والبطيخ الحساوي، مضيفاً أن بعض هؤلاء العمالة بدؤوا يتقمصون شخصية المزارع الأحسائي من خلال ارتدائهم الثوب والغترة لاستقطاب الزبائن.