أكد متخصصون في علوم الطيران وصناعة النقل الجوي لـ«الوطن» أن غياب الرقابة من الهيئة العامة للطيران سبب أول لارتفاع أسعار التذاكر، مقرين بأنه نتيجة أولية طبيعية لتحرير أسعار تذاكر الطيران الداخلية، موضحين 6 أسباب لتفاوت أسعار التذاكر، أبرزها شرائح المسافرين المختلفة، وخصائص كل شريحة وسلوك الشراء لديها، وزيادة الطلب.

تفاوتات كبيرة

قال المتخصص في علوم الطيران الدكتور عبدالرحمن السلمان لـ«الوطن»، إن «ارتفاع أسعار تذاكر الطيران خلال المواسم السياحية والعطل والإجازات أمر طبيعي بحكم عوامل السوق، وذلك بسبب زيادة الطلب على السفر الجوي، فهناك تفاوتات كبيرة في أسعار تذاكر الطيران الداخلية، خصوصا الرحلات المباشرة للمدن الرئيسية من 329 ريالا إلى 722 ريالا، رغم أن رحلات الطيران تستغرق نفس الزمن، والسبب الأول غياب الدور الرقابي للهيئة العامة للطيران المدني، بحكم دورها التنظيمي كمشرع ومنظم لقطاع الطيران».

زيادة الطلب

حدد السلمان 4 عوامل لارتفاع أسعار تذاكر الطيران، وهي تحرير أسعار التذاكر الداخلية في ظل غياب آلية لمراقبة الأسعار والحد من ارتفاعها، وزيادة الطلب على السفر في ظل نقص العرض، وزيادة التكاليف التشغيلية مثل رسوم الخدمات في المطارات والوقود، والسعة الاستيعابية للمطارات التي تحد من استيعاب مزيد من الرحلات.

غياب الرقابة

أبان السلمان أن «الهيئة العامة للطيران المدني حررت مؤخرا أسعار التذاكر الداخلية بهدف خفض الأسعار على المدى الطويل، وكان من المفترض أن تضع آليات لمراقبة الأسعار لتنظيم السوق وتحقيق المنافسة العادلة بين شركات الطيران، ولكن في ظل غياب الجانب الرقابي ارتفعت أسعار التذاكر بشكل غير مبرر».

حماية المسافرين

أوضح المتخصص في صناعة النقل الجوي الكابتن سليمان المحيميدي لـ«الوطن»، «قبل عام 2016 كان هناك سقف أعلى لأسعار تذاكر الطيران الداخلية، لكن مع التوجه للخصخصة وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في أنشطة النقل الجوي، تم تطبيق خطة للتحرير التدريجي لأسعار تذاكر الطيران الداخلية وفق أفضل الممارسات العالمية وبنسبة 5% سنويا، وكان يفترض أن تنتهي الخطة عام 2019 بإلغاء كامل لسقف الأسعار وتركها لعاملي العرض والطلب قبل أن تستدرك هيئة الطيران بفرض سقف أسعار جديد، لكن بقيمة أعلى من السابق بهدف حماية المسافرين من مبالغة شركات الطيران بالأسعار، والسماح للشركات بالوصول إلى السقف الأعلى خلال 10 أيام قبل موعد الرحلة أو عند امتلاء المقاعد بنسبة 70%».

تحرير الأسعار

ذكر المحيميدي أن «الارتفاع الحاصل في أسعار تذاكر الطيران اليوم نتيجة طبيعية لتحرير أسعار تذاكر الطيران الداخلية، ويذكرنا بما حدث في أسعار تذاكر الطيران في الولايات المتحدة عندما قامت الحكومة الأميركية بتحرير سوق الطيران الداخلي عام 1978، وترك تحديد الأسعار إلى قوى السوق العرض والطلب، حيث ارتفعت الأسعار خلال السنتين الأوليين من التحرير، لكن بسبب نضج السوق والتنافس بين شركات الطيران عاودت أسعار التذاكر الداخلية الانخفاض، وخلصت دراسة أعدتها منظمة إيرلانز فور أميركا إلى أن معدل أسعار تذاكر الطيران الداخلية عام 2011 انخفضت 50% مقارنة بأسعار تذاكر الطيران الداخلية بنهاية عام 1979.

إصلاح السوق

بين المحيميدي 8 طرق لإصلاح سوق الطيران السعودي، أبرزها إعداد إستراتيجية للنقل الجوي، وفصل التشريع عن التشغيل، والخصخصة، والحوكمة، وتنويع خدمات المطارات ونماذج عملها، وإعادة هيكلة المجال الجوي، لتحقيق الكفاءة والاستدامة، والذي سينعكس على أسعار تذاكر الطيران لتبقى في نطاق معقول يحقق الربحية لشركات الطيران ويكون في متناول المسافرين.

إدارة العوائد

نفى المحيميدي وجود عشوائية في صناعة الطيران، موضحا 6 أسباب لتفاوت أسعار التذاكر والتي تنضوي تحت مفهوم «إدارة العوائد» لشركات الطيران، والتي تقوم على فهم شرائح المسافرين المختلفة، وخصائص كل شريحة وسلوك الشراء لديها، كما يعتمد على فهم حجم الطلب وحجم المنافسة بين وجهتين، وبناءً على عدة معادلات رياضية تسعر التذاكر حسب حزمة أخرى من المؤشرات مثل سرعة معدلات الحجوزات، ونسبة امتلاء المقاعد، والمدة الزمنية المتبقية على الرحلة وغيرها، كما يوظف النظام المعلومات التاريخية للحجوزات لتوقع حجم كل شريحة من المسافرين ونسبة الشراء المتوقعة لكل منها من عدد المقاعد المتاحة.

وأضاف أن ‏»هدف هذا النظام تحقيق أعلى عوائد ممكنة من كل رحلة طيران عبر مجموعة من الشرائح السعرية لتلبية احتياج وقدرات كل شريحة من المسافرين، مما يجعل السفر بالطائرة ممكنا لمحدودي الدخل كما هو ممكن للمقتدرين.

* أسعار تذاكر الطيران ليوم 6 أغسطس في الزمن نفسه

الرياض – جدة: بين 350 ـ 563 ريالا

الرياض – أبها: بين 415 ـ 722 ريالا

الرياض - المدينة: بين 329: 420 ريالا

4 عوامل لارتفاع أسعار تذاكر الطيران:

1- تحرير أسعار التذاكر الداخلية في ظل غياب آلية لمراقبة الأسعار والحد من ارتفاعها

2- عوامل زيادة الطلب على السفر في ظل نقص العرض

3- زيادة التكاليف التشغيلية مثل رسوم الخدمات في المطارات والوقود

4- السعة الاستيعابية للمطارات يحد من استيعاب مزيد من الرحلات

* 8 طرق لإصلاح سوق الطيران السعودي

1. إعداد إستراتيجية وطنية للنقل الجوي

2. فصل التشريع عن التشغيل

3. الخصخصة

4. الحوكمة

5. تنويع خدمات المطارات ونماذج عملها

6. إعادة هيكلة المجال الجوي

7. تأهيل الكوادر الوطنية بصناعة النقل الجوي

8. تحرير قطاع الخدمات المساندة

6 أسباب لتفاوت أسعار التذاكر:

1. فهم شرائح المسافرين المختلفة

2. فهم خصائص كل شريحة وسلوك الشراء لديها

3. فهم حجم الطلب وحجم المنافسة بين وجهتين

4. سرعة معدلات الحجوزات

5. نسبة امتلاء المقاعد والمدة الزمنية المتبقية على الرحلة وغيرها

6. حجم كل شريحة من المسافرين ونسبة الشراء المتوقعة لكل منها