واصل موسم السودة في يومه الثالث استقبال زواره وسط أجواء طبيعية غطى فيها الضباب سماء الموسم، مضيفا جمالا طبيعيا نال استحسان كافة الحضور، بينما عملت كافة مناطق الفعاليات على استقبال الزوار بتكامل بكافة الإمكانيات، وعبّر الزوار عن سعادتهم بما تشهده السودة من تطور واختلاف كبيرين وجاذبين.

القيادة والموسم

وجه أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال عددا من مدراء الجهات الحكومية ذات العلاقة بالحضور إلى موسم السودة لتقديم كافة التسهيلات بالتنسيق مع إدارة موسم السودة، هذا وحضر وكيل إمارة منطقة عسير محمد بن لبدة وعدد من مدراء الدوائر الحكومية، وكان في استقبالهم مدير مشروع السودة المهندس حسام المدني، حيث رحب بهم وتم عقد اللقاء في خيمة الملتقى بالسودة. قائلا: «حياكم الله في مكانكم اليوم، فقبل 45 يوما لم يكن في هذا المكان شيء مما نشاهده الآن، واليوم نشاهد شيئا مختلفا». وأضاف: في الحقيقة لدينا معضلة كبيرة وهي مشكلة المياه والتي يجب وضع حلول عاجلة لها وتعتبر أولوية قصوى، حيث إن انقطاع المياه يعتبر أمرا غير مقبول، وأضاف أن هناك سوءا في شبكة الاتصالات الهاتفية، ويجب أن تتوفر الخدمة كما يجب أن تكون عليه، ومن جانبه قال وكيل إمارة عسير، إن الأمير يتابع أولا بأول وخطوة بخطوة العمل ومراجعة كل الطلبات، وهو حريص على نجاح الموسم.

نجاح متوقع

أكد رئيس مركز السودة عبدالله بن هشبل لـ»لوطن» أن نجاح موسم السودة منذ اليوم الأول لانطلاقه شيء متوقع، وقال كما تعودنا من حكومتنا الرشيدة، فهي تسعى لأن تضع المملكة العربية السعودية في مصاف الدول العظمى على جميع الأصعدة، وهو ما يحدث الآن، وقد شاهدنا الجهود الجبارة والسريعة باحترافية عالية في موسم السودة 2019، وهو ما يتماشى مع رؤية 2030 الذي نتمنى أن يحقق الأهداف المرجوة منه، وقال ابن هشبل: «الجميع هنا يتمنون ويأملون أن تبقى السوده على مدار العام بذات الفعاليات وأنشطة خاصة، وهناك ما يسمى سياحة البرد أو الربيع والتي تميز السودة عن غيرها، لأنها بيئة جذابة في أي موسم وفي أي وقت من السنة والواقع والحقيقة تشهد بذلك، وثقتنا ليس لها حدود بولاة أمرنا لما لديهم من النظرة الثاقبة والطموح الوثاب الذي حدوده عنان السماء، ونحن نعاهدهم على الولاء والطاعة والعمل بكل إخلاص لخدمة هذه المنطقة السياحية المميزة، وأضاف ابن هشبل أن السودة تتغير بسرعة فائقة لمواكبة تطلعات القيادة وتحقيق رؤية المملكة 2030 والتي تعتبر السياحة جزءا منها، وقال نحن سنبقى رهن الإشارة لتقديم ما يمكن تقديمه، ونناشد الجميع الشراكة المجتمعية للحفاظ على ما تم إنجازه بالسودة لتبقى شمعة سياحية ومواجهة جميلة.



مشاركة محلية ودولية

اختتمت، فعاليات سباق Spartan Sprint الرياضية للنساء والرجال، وإحدى فعاليات موسم السودة، والتي أقيمت في متنزه الملك عبدالعزيز في منطقة السودة. استقطب السباق الذي أقيم في أعلى قمة في المملكة بين الغابات، جموعا من محبي الرياضة والمغامرات من داخل المملكة وخارجها للمشاركة في السباق بشكل خاص والاستمتاع بفعاليات موسم السودة بشكل عام.

أنشطة رياضية مختلفة

تخلل السباق مجموعة من الأنشطة الرياضية المختلفة من ضمنها الركض والتسلق والاندفاع والسقوط والزحف، إضافة إلى عبور التلال والوحل والأسلاك الشائكة والعديد من التحديات المثيرة والمرحة في نفس الوقت. وليس بالضرورة أن يكون المشاركون في Spartan Sprint من الرياضيين المتمرسين. فالركض رياضة مسلية للجميع؛ ويعتبر السباق انطلاقة جيدة للمتسابقين الجدد وللرياضيين المحترفين، حيث يتاح لهم اختبار قوتهم البدنية وتحدي أنفسهم.



سباق السيدات

انطلق سباق السيدات في الساعة 9 صباحا واستمر للساعة 11 صباحا، حيث شاركت فيه مجموعة من النساء من مختلف الجنسيات. وحصلت المتسابقة إيفالينا خيليبوفسكا من جمهورية بولندا على المركز الأول، حيث كانت أولى الواصلات إلى خط النهاية.

أوضح مدير فعاليات Spartan Sprint موسم السودة، عمار حنون أن سباق السيدات عبارة عن مسافة 5 كيلومترات في ساعتين، يوجد به عوائق عبارة عن حواجز وأسلاك شائكة يتم تجاوزها، وعند كل عقبة حكم يتابع سير السباق. وتتوافر مقومات السباق في أراضي السودة التي يوجد بها القمم والتعرج والسهل والأشجار. وأشار حنون إلى أن أصعب عقبتين تواجهان المتسابقات ما يعرف بسحب الوزن وعقبة منكي بارث وهي عبارة عن حديد تعبر من خلاله المتسابقة.

وأضاف أن هذا السباق تم في الرياض وجدة وفي السودة للمرة الأولى بالمشاركة النسائية، حيث شاركت به 12 متسابقة.



سباق الرجال

في حين بدأ سباق الرجال، أفراد ومجموعات، في الساعة الواحدة واستمر ثلاث ساعات، حيث احتضن السباق أكثر من 740 متسابقا من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، قدموا إلى منطقة السودة من أنحاء المملكة العربية السعودية والدول المجاورة مثل: الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والكويت، وعمان إلى جانب عدد من مواطني الدول الأوروبية. وحصد المشاركون الإماراتيون، محمد الحساني وصالح السويدي، المركز الأول والثاني بالتتابع، في حين حصد البريطاني جورج كريوي المركز الثالث.

كبار السن

من جهه أخرى، كان لكبار السن حضور واسع في موسم السودة للاستمتاع بالأجواء الربيعية الضبابية والتجهيزات، قال أحمد الحامدي أحد زوار الموسم «لم أكن أتوقع ما شاهدته، أعرف السودة منذ 50 عاما، ولكن أصبحت اليوم مختلفة تماما، ويمكنك أن تستمتع في ظل وجود مطاعم عالمية وأماكن جلوس، وأماكن ألعاب وغيرها»، وأشار الحامدي: «حضرنا أمس واليوم للاستماع بكافة الفعاليات، وقمنا بزيارة المواقع وقد نالت إعجابنا البرامج التي أعدت».