مولد أمه هو أول أوبريت غنائي سعودي تم بين قطبي الفن السعودي الفنان طلال المداح والفنان محمد عبده، ومن كلمات سمو الأمير سعود بن عبدالله بن محمد آل سعود، وتم غناء هذا الأوبريت عام 1410 ه أي قبل ثلاثين عاما تقريبا، في مهرجان الجنادرية آنذاك.

الأوبريت هذا رغم أنه الأول وتم بعده أوبريتات كل عام تقريبا، إلا أنه ذا طابع خاص، ومن المستبعد أن تسمع أي مقطوعة موسيقية من كوبليهاته المتعددة، بدون أن تعلم بأنها من هذا الأوبريت.

السبب بسيط جدا، أنه تم توظيف كلا من الطاقم في مكانه الصحيح، فتجد أن المقطوعة الخاصة بالأحساء يرددها من يتقنون اللهجة الحساوية إن لم يكونوا من الأحساء أصلا وبألحان حساوية متقنة، وبعد أن تنتقل إلى المقطوعة الجنوبية، تجد أن من يردد تلك المقطوعة قد تحولت نغمة صوته إلى الجهورية، التي تتناسق مع جهورية أصوات المرتفعات الجنوبية، ناهيك عن الدقة المتناهية في تركيب الألحان مع طبيعة الرقصات لكل إقليم، مما يجعل الراقصين على المسرح، وكأنهم يتراقصون في ديارهم وعلى أغاني من ألحانهم.

أما بالانتقال إلى البرنامج اليوتيوبي (الخلاط)، فهو من حزمة برامج قناة تلفاز، ويتم تصويره في حلقات متفرقة طوال العام الحالي، ولكن ما جعله مميزا، هو قيام المشرفون على هذا البرنامج باتباع نسق مولد (أوبريت أمه)، إذ تجد المقاطع في هذا البرنامج، والتي تخص (المهايطين والهيط)، قد انتخبوا لهم ممثلا، وكأنه مهايط بالفطرة، ولو تحول المشهد إلى (التخرفن والخرفنة)، فسيأتون بمن تعتقد أنه متخرفن إلى الأذقان في حياته الخاصة، ناهيك عن الأفكار التي تخص كل مشهد، وكأنك ترى هذا المشهد من زاوية مختلفة لم ترها من قبل، لأن كاتب السيناريو يكتب بشىء يعرفه ويعيش بوسطه، وليس لبنانيا يؤلف مسلسلا كويتيا مثلا.

ما أريد قوله، بأننا أصبحنا كمجتمع سعودي تغلب علينا ثقافة الانتقاء حاليا من كثرة المعروض سواء محليا أو عربيا أو عالميا، فتجدها كلها في تطبيق واحد، وبسهولة أن تميز بين الصالح والطالح.

لذا فإن مسؤلي الثقافة والفن والمسرح والترفيه أمام تحديات عالمية، أي أنه لم يعد يجد نفعا مع المشاهد والمستمع والمتذوق ما يسمى (إنتاجات سلق البيض)، ويظهر لك في النهاية منتج أو مشرف هذا العمل بقوله المكرر كل عام، (تم وضعنا في نطاق ضيق مع الوقت، وما ظهر مقارنة مع الوقت الذي تم فيه العمل يعتبر إنجازا).

ولكن عليه أن يعلم أن ضيق الوقت لم يثن (مولد أمه) و(خلاط) و .... و .... من اختيار الكادر المناسب للقيام بالعمل، وهذا ما ينقص أغلب الإنتاجات الفنية للأسف.

نظرة للسماء: إن لم نؤمن باختلافات القدرات والمواهب بين البشر، فالأحرى أن لانؤمن بالاختلافات بين الحيوانات وننام بجانب النمر، كما ننام بجانب القط، ويكون عذرنا أنها تتشابه مع بعضها في التصميم في التصميم الخارجي، ولكن أحدها مقاسه S والآخر XXL.