خُضنا حروبا مع كل الدنيا، لإثبات وجودنا. قُتل كثير من الفرسان، وهُدمت بيوتنا على أيدي الأتراك العثمانيين والإنجليز، وأُشعلت النيران في حرمنا بأيدي الإيرانيين والمتشددين. مات كثير من الأطفال، واحترقت عشرات الخيام على من فيها، وبُنيت قلاع لعدو في بلادنا، هدمنا بعضها، وتركنا بعضها تاريخا وشاهدا على انتصارنا.

هُزمنا وانتصرنا، سقطنا وعدنا لنقوم. مات ملوك ووُلِد ملوك آخرون.

كنّا غارقين في الجهل، نلوّح بأيدينا في مسيرات التخرج في هارفارد وأكسفورد. لم نصنع يوما ملعقة، فإذا العالم يحتفي باختراعات شبابنا: حياة سندي، وغادة المطيري. كان الأطفال يموتون في أحضان أمهاتهم في غياب دواء أو طبيب، وأصبح أطباؤنا يغيّرون قلوب العالم، ويمنحون أملا للأطفال الملتصقين، على يد الدكتور الربيعة، وغنام الدوسري.

صافح العالم نجاحاتنا، وفتح الممتلئون حقدا، النيرانَ على تفوقنا واختلافنا، اشتروا ذمما لتقبيح صورتنا، فلم نعمل على تغيير الصورة، ولكننا اقتلعناها. استغلّوا كل خلاف في بلادنا، فحولناه اختلافا، ووضعت القيادة قرارها الأخير بناءً على الإسلام ومبادئه وقيمه، التي كفلت للمسلمين -رجالا ونساء- استقلالهم وحرياتهم.

لقد صنع محمد بن سلمان فصلا في تاريخنا، ومجدا آخر يشبه مجد ملوكنا السابقين في الحزم والقوة، وينفرد بأنه تم في واقع رخيص، امتلأ بالأعداء الذين لا قيمة لهم غير الأبواق المدفوعة، والاتهامات الزائفة التي استخدموا فيها قضية المرأة استخدام الجبناء لمآسي الناس وآلامهم. فإن التفتَّ يميناً رأيتَ انكسار وحزن أنثى، وأملا في أن تنتصر الحكومة لها، وإن التفتَّ يسارا وجدت بوقاً غربياً مدفوع التكاليف يستغلها لشتم المملكة.

لكنه ولي العهد، كأنه ارتفع فوق كل هذا، وأخذ معه المبادئ والقيم، وواجبات القائد نحو بلاده وشعبه -نساء ورجالا- فكانت قراراته الأخيرة.

لقد خلص القرار الأخير نفسه من كل المؤثرات، ووضع سعادة السعوديين أولا، فكانت هذه القرارات التي استيقظنا معها، لنجد السعوديات يتسيَّدن الشرق الأوسط في الحقوق والمكاسب. إن كرامتنا اُستُرِدّت على يدي ولي العهد، وحقّنا وإنسانيتنا.

والعرب تقول: «ما أكرمهن إلا كريم»، فمن أكرم من محمد بن سلمان اليوم؟.