تتردد أنباء عن إلغاء شرط وجود محرم في الابتعاث، هذه الأنباء تبدو غير واضحة، فهل سيلغى شرط المحرم ويبقى توفر إمكانية إحضار مرافق والصرف عليه؟ أم سيتم إلحاق المرافقين بالمحرم ويبقى الصرف على المبتعثة فقط؟

على كل حال إننا مجتمع كبير جداً ومنوع، ولقد سمحت سياسة إحضار المرافق بابتعاث فتيات من بيئات متشددة يحلمن بالدراسة، وزوجات لم يتوقفن يوماً عن الحلم بمستقبل أفضل لهن رغم الزواج والإنجاب، ولو تم إلغاء المرافق فإن ذلك يعني أنهن أمام خيار البقاء زوجات وتحطم الأحلام أو الطلاق وملاحقة المستقبل. أملى أن يُدرس القرار جيداً فليس كل السعوديات قادرات على السفر دون مرافق، وسلطة العائلة لا تغيرها القرارات، هناك آلاف الفتيات الذكيات والمبدعات، قرار عدم الإنفاق على المرافق سيحطم أحلامهن وسيحرم الوطن من تميزهن. إننا دولة تطمح للتغيير، وهذا يعني أن نذلل العقبات في طريق هؤلاء النساء، وأن يستوعب أي قرار لدينا كل فتاة سعودية في كل قرية أو مدينة أو حتى هجرة.

هناك أمر آخر بالغ الأهمية، هل إذا ألغي المرافق ستراجع مكافأة المبتعث؟ لأن المرافق يشارك في دفع إيجار المنزل بما تمنحه الدولة ولو راجعت أسعار السكن في المدن الغربية كلندن مثلاً، فأقل ستديو في منطقة آمنة، قريبة من الجامعات، يساوي إيجاره مرتب المبتعثة كاملاً، أو قريبا منه، ففقدها للمرافق يعني فقد دخل جيد لها. إن أفضل حل أن يكون وجود المحرم خيارا للفتاة، يتسق مع ظروفها وعادات أسرتها ولا تجبر عليه.

أمر آخر لاحظته في بعض التعليقات على هذا القرار، وهو قول البعض إن الدولة تدفع لدراسة المرافق، مهما كان، فهو استثمار في أبنائها، وكل مبتعث لديه مرافق يدرس على حساب الحكومة، هو يدرس على حساب وطنه ومن خيره، وهو استثمار للوطن يساعد في رفع عدد المتعلمين، ويدفع بعجلة الاقتصاد، فهذا المرافق يعود لعمله بشهادة علمية وخبرة، أو يسد فراغاً في حقل ما أو جامعة. إن علينا أن نتذكر أن كل ريال نصرفه في التعليم هو استثمار ننتظر نتائجه.