ذهبت نعمة طارق شوقي لتحضر حفل خطوبتها من حبيبها ابن قريتها (ميت حبيب) بسمنود بمحافظة الغربية شمال مصر. ولأن نعمة تقيم مع أسرتها في منطقة البساتين جنوب العاصمة المصرية القاهرة، فقد أقامت الأسرة مراسم الخطوبة في إحدى القاعات الصغيرة هناك، ثم استقل المحتفون حافلتين وتوجهوا لمنطقة وسط القاهرة للاحتفاء، وفي طريق عودتهم تغير كل شيء.

حدث حادث تفجير معهد الأورام بقربهم، ومات حبيب نعمة، ومعه أفراد أسرتها، الذين تفحموا ورمتهم النيران في المياه، ليموتوا أمام عينها حرقا وغرقا، وتبقى نعمة لمدة يومين تطارد جثامين أسرتها وحبيبها داخل ثلاجات الموتى للتعرف عليهم.

نعمة وشقيقها نجوا من هذه الوحشية لأن الله أراد لهم حياة رغم أنف الإرهاب والإرهابيين، ولكنهم استبدلوا ملابس الفرح البيضاء بملابس العزاء السوداء، وعادوا إلى قريتهم (ميت حبيب) مع 13 جثمانا من جثامين أبناء تلك القرية.

جثامين من ذهبوا ليشاركوا نعمة فرحها، وعادت بهم نعمة إلى أهاليهم لتشاركهم أحزانا تسبب بها (الكره) بدلا من أن يشاركوها فرحا أساسه (الحب).

عادت نعمة ولسان حالها يقول: يا قريتي ألم تجدي أن اسمك (ميت حبيب) قد يقرأ (مئة حبيب)، وها أنا أودع روحا (لحبيب ميت)، ولكن له بداخلي مشاعر لو وزعت على (مئة حبيب) لكفتهم.

يا قريتي لن أسمح للكره بأن يجعلني أذيق أحدا مرارة (ميت حبيب) له، كما فعل ذلك الكره بمن جعلوني أعود بصحبة جثمان (حبيب ميت).

هذه الحادثة وأغلب حوادث الإرهاب تفتح الأحاديث على مصراعيها، للتأويل والتخمين والتحليل والتبرير، فتجد من يتهم الحكومة بتنفيذ هذه التفجيرات، لأغراض دفينة، وتجد من يتهم حكومات أخرى، وكل يرمي الأسباب والمسببات بجهالة على من يعرف ومن لا يعرف، ولكن الأكيد الذي سأتهمه، ولن يستطيع الرد عليّ هذه المرة، لأن في وجهه خزياً وفي ظهره عاراً، هو (الكره) ومن يتبناه.

ومن يجد حزبا إرهابيا أو جماعة متطرفة لا تزرع في أتباعها (الكره)، فلينضم إليها وهو (حاط ببطنه بطيخة صيفي) لأنه المستحيل بعينه.

نظرة للسماء: يا قرية (ميت حبيب) ولو كان فيك (حبيب ميت) فيكفيك فخرا أن للحب رائحة في اسمك، فـ(ميت حبيب) خير من (حياة كاره).

أقف كأحد أبناء حكومة المملكة العربية السعودية وقفة إجلال وتقدير وتعزية صادقة لمصر التي علمتنا الحب وحذرتنا من الكره.