فيما اكتشف موسم السودة منذ عدة أشهر الجبل الأحمر والذي يقع شرق متنزه السودة وهو جبل ذو أحجار غريبة وأشكال مختلفة تتوزع على مساحات كبيرة. أكدت الموظفة بصندوق الاستثمارات العامة والتي تعمل في موسم السودة نهلة الحميد أنه تمت التسمية نسبة لحمرة الأحجار التي فيه والتي يشاهدها الزائر من مسافة بعيدة وقريبة حيث إن الأحجار تميل للون الأحمر وتعتمد نسبة كبيرة من الحديد الرملي ولذا فإن الموقع في ذلك الجبل يغلب عليه اللون الأحمر.

اكتشاف الجبل

قالت الحميد «نحن نعمل على مشاريع الجوالات الثقافية واكتشاف الطبيعة وهذه المنطقة الجميلة تم اكتشافها ضمن جولاتنا وهنا الصخرة الحمراء أو الجبل الأحمر منطقة جميلة وفيها جماليات صخرية وأشكال جمالية طبيعية مختلفة، إضافة إلى تنوع نباتي وحيواني مختلف ومتوافق مع طبيعة المكان الذي نحن فيه، وقالت حضرنا لاكتشاف أرض السودة ومن أجل كشف المزيد من جيولوجيا السودة والحيوانات والحشرات التي تعيش فيها والنباتات المختلفة.

جولات

أكدت الحميد أن هناك ثلاث جولات للجبل الأحمر الجولة الصباحية تكون للكبار فقط؛ لأن تلك الفترة يتخللها لعبة اليوجا والتأمل في طبيعة المكان؛ بينما فترة العصر للعوائل، أما فترة المساء للكبار فقط خوفا على الأطفال من سقوطهم وما شابه ذلك. وأضافت أن البرامج تبدأ بشرح للتكون الجيولوجي لأرض السودة ويكون ذلك مع مختص في هذا المجال وهناك برامج متنوعة أخرى.

جلسات هادئة

أبانت الحميد أن قضاء ليلة في الجبل الأحمر ستكون بشكل مختلف وستكون هناك شبة نار ومن جوارها جلسة تعطي طابعا لطبيعة المكان وهدوء الليل، سيكون هناك ضيف من أحد أهالي السودة يقوم بعملية سرد القصص والحكايات سواء كانت حقيقة أم أساطير للتعريف بأرض طبيعة وتاريخ وموروث السودة وماذا حصل فيها خلال الأجيال الماضية وكيف كانت وهناك ستكون مشاركة لأحد العازفين قد يكون عازف عود أو عازف ناي حسب الظروف.

الأشكال الحجرية

أضافت الحميد أن هناك إمكانية لقيام الزوار ببناء أشكال حجرية من الأحجار المتوفرة في الجبل الأحمر مثل الحجر البازلتي وأحجار اللاتا وغيرها من الأحجار الحديدية والأحجار الأخرى المختلفة، والتي يمكن للزائر أن يقوم ببناء أشكال هندسية مختلفة ليترك أثرا رائعا وشكلا جماليا في المنطقة التي زارها من الأحجار الطبيعية وهنا مسابقة لأفضل شكل هندسي.

النباتات الجبلية

يوجد مختص في عالم النباتات يقدم شرحا تفصيليا لكل زائر يريد معرفة أسماء الأشجار والنباتات في السودة وفوائدها والأماكن التي توجد بها وأعمارها وتقدير الأعمار لبعض الأشجار من خلال طريقة حسابية يمكن تعليم الزوار بها، بالإضافة إلى تفصيل حول الفوائد الصحية لبعض هذه الأشجار واستخداماتها من خلال ما توارثته الأجيال من فوائد لتلك الأشجار.

المحافظة على الطبيعة

أكدت الحميد أن الناس عندما يعلمون ويعرفون أن أعمار هذه الأشجار البعض منها يتجاوز عمرها الـ500 عام فإنهم سيتعاملون معها بطريقة مهذبة ورائعة، وللأسف البعض يقوم بتكسير الأشجار وهو ما وجدناه في السودة من أجل الاحتطاب وذلك يدمر تاريخا تجاوز 300 عام، وهذا الأمر غير مقبول ومؤذٍ للطبيعة، ونحن بهذه الآلية نعطي معلومات غير مباشرة للجميع من زوار وأهالي المنطقة من أجل الحفاظ على هذه النباتات وكيفية التعامل معها وخاصة المُعّمرة.

مرشد جبلي

أوضحت نهلة أن لدينا أكثر من مختص ومرشد سياحي يحملون تخصصات وعضوية في الهيئة السعودية، بالإضافة إلى الإرشاد الكافي المعتمد من الهيئة العُليا للسياحة وهيئة المساحة الجيولوجية هؤلاء سيقومون بإرشاد الزوار والرد على استفساراتهم وكيف يتعامل الناس مع الطبيعة والحفاظ على المكان من أجل سياحة مستدامة والتعامل مع مكونات المكان من حيوانات ونباتات وحشرات وغيرها من الأحجار.

تذوق الطبيعة

تضيف نهلة أن طبيعة السودة تحوي عددا كبيرا من الأشجار والفواكه المُثمرة والتي تعتبر المنطقة مؤهلة لنمو هذه الأشجار المختلفة والبعض تنمو في المناطق الجبلية بكثرة وبشكل فطري مثل شجر البرشوم المتناثر في كل مكان وهنا سيتم الاستفادة منه بإعداده وتقشيره وتجهيزه للزوار من خلال شخص يقوم على تلك المُهمة الرائعة ومن إنتاج السودة.

إضافة إلى وجود مركز للعسل وهنا يمكن للزائر أن يتذوق عسل السودة من خلال موقع في الجبل الأحمر لبيع العسل، ولدينا هنا نحال يعتبر من الجيل الثالث توارث المهنة والحرفة أبا عن جد وسيقوم بالشرح للزوار عن كيفية استخراج العسل وأنواعه وأفضل أنواع العسل والفرق بين العسل وسعر العسل.

تصوير فلكي

في خطوة جديدة ومصادفة رائعة تقول نهلة سيكون هنا أحد أبناء المنطقة والذي سيشاركنا بالتصوير الفلكي، حيث إن هناك مصادفة لفترة لقاء كوكبين يلتقيان في كل سنتين مرة واحدة، ومن مصادفات الموسم أن هذا التلاقي خلال شهر أغسطس الحالي وننتظر حالياً وصول أحد المهندسين من أميركا، وسوف يتابع الناس هذا اللقاء الكوكبي ويستمتعون بذلك من خلال مرصد متنقل وكاميرا تصوير مما يضيف طابعا رائعا للجبل الأحمر.