عندما يُسجل التاريخ تميز بعض الأفراد أو الجماعات أو الشعوب أو الحكومات، هنا ينبري الفاشلون من المغرضين للتصدي لأصحاب الإنجازات والنيل منهم ومن نجاحاتهم، بيد أن التاريخ يؤكد عبر مُختلف العصور أنه لا يمكن للحاقدين أو الفاشلين أو القاصرين أن يُنكروا ذلك التميز، أو يغيبوا تلك النجاحات مهما حاولوا وظنوا أنهم قد نجحوا في طمس التاريخ أو تضليل العامة من الناس، وسيبقى التاريخ بكل مقوماته شاهداً عادلاً على تلك الأعمال والإنجازات التي تستحق الإشادة والتقدير، وهو أيضاً الذي سيبقى شاهداً شديد الموضوعية على كُل عمل سلبي يستوجب الشجب والازدراء والاستنكار، فمهما حاول الفاشلون قلب الموازين أو تزييف الحقائق أو لي أعناق النصوص، سيبقى الحق جلياً شامخاً ثابتاً يعتلي مكانته في الصدارة حتى وإن عرقل وصوله مؤقتاً تلك الشُرذمة من الغاوين. مشكلة هؤلاء الحقيقية تكمن في أنهم بدلاً من البحث عن نقاط القوة لديهم ليشهد لهم التاريخ بأي شيء يُذكر، يصرفون جُل وقتهم وإمكاناتهم للنيل من نجاحات المُبدعين، الذين بذلوا ويبذلون الغالي والنفيس واستحقوا مكانتهم التي سجلها لهم التاريخ بجدارة واستحقاق، كما أن مشكلة هؤلاء الفاشلين الأزلية أنهم لا يقرأون التاريخ ولا يعون حقيقته وأبعاده، بل إنهم مع الأسف الشديد لا يعون سُنة الله العدل في الأرض، ولا يفقهون قول الله تعالى: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا «30». ما تبذله المملكة العربية السعودية مُنذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه من عون أخوي ومواقف ثابتة مُشرفة، مُسخرة كافة إمكاناتها المادية والبشرية لدعم أشقائها في الدول العربية والإسلامية بصفة عامة، وما توليه من عناية فائقة وخدمات فريدة لضيوف الرحمن بصفة خاصة، لهو أمر يستحق الإشادة والتقدير، ولا يختلف عليه المنصفون، فالمشاريع التنموية العملاقة والخدمات المتطورة التي تعمل المملكة على تحديثها وتجويدها عاما بعد عام مُستعينة بالدراسات العلمية والإحصاءات الميدانية لتطوير الأعمال المقدمة لضيوف الرحمن لهي أكبر شاهد على العناية الفائقة التي توليها المملكة للحجيج والمعتمرين والزوار، وهذا حقاً ما يؤرق الحاقدين ويقض مضاجعهم، ويدعوهم لإثارة الفتن والدعوات الضالة ونسج الأكاذيب والافتراءات، وهو ما يدعونا للثبات والمضي قدماً في أداء الأمانة التي منّ الله بها علينا. سنبقى بعون الله وقوته حكومة وشعباً مُتفانين في خدمة وفد الله مولينهم جُل عنايتنا وكامل اهتمامنا، شاكرين الله الجواد المُعطي على ما أنعم به علينا من الاستخلاف، وسيبقى للخاوين خواؤهم قابعين في غياهب حقدهم، خارج خارطة الأداء المشرق المشرف، مستحقين مكانتهم في مزبلة التاريخ. وسيبقى المنجزون رغم كل الأحقاد ثابتين على المبدأ مثمرين في جميع أوقاتهم وفي كُل حالاتهم وأحوالهم.

أقول لأبناء وطني الأوفياء الأخيار الذين سطروا عبر تاريخ وطننا المُشرق أشرف الإنجازات، سيروا على بركة الله نحو العُلا تحت راية التوحيد يداً واحدة، ماضين نحو تأدية الأمانة التي استخلفنا الله لأدائها، غير عابئين بأبواق المُغرضين وأذنابهم المأجورة، وأقول لقيادتنا الرشيدة التي كانت وما زالت رمزاً للريادة والقيادة والتأثير الإقليمي والعالمي والثبات على القيم والمبادئ الإسلامية والأعراف الدولية، إننا معكم قلباً وقالباً في وجه الحاقدين، وأقول لوطني قبلة الأوطان الذي ما فتئ ينشر الخير في أصقاع الأرض مؤدياً دوره الريادي والرسالة التي خصه الله بها، إننا بعون الله منطلقون نحو المستقبل الواعد مستعينين بالله وحده مؤيدين بنصره مُتيمنين بقوله عز من قائل: «ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون «105»، وستبقى المملكة العربية السعودية بحول الله وقوته، تاريخا مجيدا ومستقبلا واعدا لا يطمسه المغرضون.