يقول الشاعر سعد بن جدلان الغني عن التعريف، (المحب أذنيه ماهي بتسمع للعيوب،،، والعدو لا درهمت به تجي متحدرة)، ولتوضيح البيت أن من تراه بعين قلبك المحب، فلست كمن يراه بعيني وأذني رأسه. أما «الدرهمة» و«المتحدرة» فهي مصطلحات تشير إلى أن من كان له علوّ وأنت تراه بعين العدو، فرغم أن الناظرين يرونه بعين المنجز إلا أنك تراه في موقع منحدر. ولو تأملنا الأبيات بعين (مودرن شوية)، فنجد بينها تشابها وبين قصة المسلسل الإسباني المشهور بال (البروفيسور)، أو الـ(La casa de papel)، والذي يحكي عن عصابة يقودهم هذا البروفيسور، ويقومون بسرقة دار السك الإسبانية، ويقومون باختطاف رهائن، لتنفيذ مخططاتهم. وتتطور الأحداث حتى يقتنع الخاطف والمخطوف أن (المحب أذنيه ماهي بتسمع للعيوب)، وتتحول المخططات التي رسمت على مدار أعوام عديدة، تذهب هباء منثورا أمام (عين القلب). فرغم أن من القوانين الأساسية لنجاح خطة (البروفيسور)، وجود علاقات عاطفية بين أعضاء العصابة فيما بينهم أو حتى بينهم وبين غيرهم، إلا أن القلب يكسب في نهاية المطاف. وتستكمل (عين القلب) أهوالها في أحد مشاهد الجزء الثالث، حيث وضعوا فخا لإحدى الخاطفات بعرض (دبدوب) ابنها أمامها، وما إن رأت ابنها و(دبدوبه) حتى نسيت مخازن الذهب التي تقف على نهبها، وما بناه عقلها من الاحتياطات على مدى أعوام من التخفي والتهرب، ووقفت انصياعا لأوامر قلبها، لترى حبيبها الطفل ولو للحظة بعين قريرة، لتستغل الشرطة توقف عقل هذه الخاطفة تحت تأثير الحب، وقاموا برميها بالرصاص. ما يقصد هنا أن علينا تذكر قراراتنا ومخططاتنا، والتي استغرق بعضها أعواما ليصبح قيد التنفيذ، وسنجد أنه تم تصميمها وتنفيذها بدافع الحب، مهما كانت تحمل من الخير أو الشر. فإن كانت مخططاتنا وضعت لأجل الضرر بالآخرين، فسنجد أن هذه المخططات وضعت بدافع الحب لأنفسنا، وإن كانت لأجل نفع الآخرين فبالتأكيد أنها بدافع الحب لهم. كم منا من استقطع عشرات السنين من عمره، من العناء والكد والنكد، للبحث عن لقمة العيش. وقد يزيد بعضنا هذه الجرعة، لينهب مع لقمة العيش مخازن العيش بأكملها، وما وجده بجوارها حتى من أعشاش الطيور، فقط بدافع الحب إما لنفسه أو لغيره، تقوده (عين المحب). نظرة للسماء: يقول الإمام الشافعي: (وَعَينُ الرِّضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ *** وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا).