بسبع حصيات، كل حصاة بحجم حبة الفول، ترمي بها ثلاثة شواخص، يكبر مع كل حصاة، اقتداءً بنبي الله إبراهيم على الصلاة والسلام، حين جاءه إبليس ليصده عن ذبح ولده إسماعيل عليه السلام، فرماه بسبع حصوات في هذه الأماكن التي يقوم الحجاج فيها برمي الجمرات. يكبر الحاج مع كل حصاة يرميها «الله أكبر»، إرغامًا للشيطان وإظهارًا لمخالفته، «الله أكبر» اتباعًا واقتداءً. الجمرات كانت رحلة مشقة وزحام ومعاناة، والحاج يحذر أشد الحذر أثناء تأديته للنسك، واليوم أصبحت الجمرات معلمًا بارزًا من معالم المشاعر المقدسة، وشاهدًا من شواهد بذل المملكة لتذليل الصعاب أمام ضيوف الرحمن لأداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة. ويواصل ضيوف الرحمن إكمال مناسكهم أيام التشريق الثلاثة إلا من تعجل منهم فبإمكانه الذهاب إلى الحرم المكي الشريف ليطوف طواف الوادع بعد أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة، لقوله تعالى «فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه». وخلال أيام التشريق يرمي الحجاج الجمرات الثلاث ابتداء بالجمرة الصغرى ثم الوسطى وأخيراً جمرة العقبة الكبرى. وينعم ضيوف الرحمن خلال وجودهم في مشعر منى بجميع الخدمات التي يحتاجونها وتحيطهم من كل جانب المستشفيات والمراكز الصحية لوزارة الصحة والحرس الوطني ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية التي تقدم خدماتها على مدار الساعة دون انقطاع، إضافة إلى مراكز الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر السعودي والإسعاف الطبي الطائر والخدمات التموينية المتوفرة والاتصالات. وكان مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل، ونائبه، الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، قد أديا نسك جمرة العقبة، بعد الإشراف على حركة ضيوف الرحمن خلال خطط التصعيد والنفرة من عرفات إلى مزدلفة.