في الوقت الذي باشرت فيه فروع الوزارات الحكومية المكلفة بأعمال الحج عملها في منفذ الخضراء البري في منطقة نجران، استعدادا لاستقبال ضيوف الرحمن من حجاج محافظة صعدة شمال اليمن، اضطر حجاج المحافظة اليمنية الواقعة تحت سيطرة ميليشيات التمرد الحوثي الإيرانية، إلى تكبد عناء السفر وتحمل مسافة أطول للوصول إلى منفذ الوديعة الحدودي، حتى أنهت الجهات العاملة في المنفذ السعودي إجراءات دخولهم إلى المملكة لأداء فريضة الحج هذا العام، وذلك بسبب قطع الحوثيين الطرق المؤدية إلى منفذ البقع اليمني من جهتي صعدة والجوف، وزرع الألغام بطريقة عشوائية على امتداد الطريق الذي تبلغ مسافته 150 كلم من صعدة إلى منفذ الخضراء.

عطف وإنسانية

تجلت أروع صور العطف والإنسانية، عندما صدرت التوجيهات لجميع الجهات المختصة لمباشرة مهامها في منفذ الخضراء السعودي ترحيبا بدخول حجاج بيت الله الحرام القادمين من صعدة، تخفيفا عليهم من مشقة السفر إلى منفذ الوديعة جنوبا، حيث رصدت «الوطن» مباشرة رجال الجوازات والأمن والجمارك والصحة وكافة أفرع الوزارات المعنية بأعمال حج هذا العام، وعقدت عدة اجتماعات ناقشت من خلالها حسن الاستعداد لاستقبال ضيوف الرحمن عبر المنفذ، وعلى الجانب الآخر أنهى المسؤولون في منفذ البقع اليمني استعدادهم لتسهيل إجراءات دخول وخروج حجاج صعدة حسبما صرح به إلى «الوطن» مدير جوازات البقع العميد صالح اليمني ومدير الجمارك خالد الغميسي.

زراعة الألغام

أكد محافظ صعدة في حكومة الشرعية الشيخ هادي طرشان الوايلي، أن تعنت ميليشيات التمرد الحوثي وإقحامها السياسة في ركن الحج العظيم، أديا إلى إرهاق الحجاج اليمنيين من خلال زراعة الميليشيات للألغام وقطعها الطريق منذ بدايته في المحافظة حتى مديرية كتاف التي حررت أجزاء واسعة منها قوات الجيش اليمني بدعم من التحالف العربي لاستعادة الشرعية.

وقال طرشان في تصريح إلى «الوطن» أمس: رغم التعاون الكبير والأبواب التي فتحتها حكومة خادم الحرمين الشريفين والرئيس اليمني، بصدور الموافقة من الجانبين على فتح منفذي الخضراء والبقع، إلا أن قطع الحوثيين الطريق الذي يصل صعدة بالبقع حال دون نقل حجاج المحافظة في الباصات الكبيرة التي أعدت لتنقلهم، فضلا عن زرعهم الألغام في المواقع التي هي تحت سيطرتهم، بالإضافة إلى وقوع بعض الطرقات تحت سيطرتهم في أجزاء من محافظة الجوف، لكن تم التعامل مع هذه العقبات بنقل حجاج صعدة عبر محافظات بديلة رغم بعد المسافة.

دعم المملكة

ثمن محافظ صعدة الرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، لحجاج بيت الله الحرام من كافة دول العالم ومن اليمن على وجه الخصوص، خاصة الحجاج القادمين من مناطق سيطرة الحوثيين، وكذلك دخول 2000 حاج من أسر الشهداء في الجيش اليمني وتوفير سبل الراحة لهم ليتمكنوا من أداء شعائر الحج بكل راحة وطمأنينة، كما شكر طرشان كل الأجهزة الحكومية التي عملت ولا تزال تعمل في منفذي الخضراء والبقع، داعيا الحوثيين إلى فصل العمل السياسي عن الحج حتى يستفيد حجاج المحافظة من قرب المنفذين البريين، عند الانتهاء من فريضة الحج والعودة إلى اليمن، بدلا من زرع العقبات في طريقهم رغم التسهيلات الكبيرة التي تقدمها المملكة.

العيد في الجبهات

نفى محافظ صعدة الأقاويل التي يرددها بعض الإعلام المحسوب على الحوثي عن منح بعض مقاتلي الجيش اليمني إجازة في عيد الأضحى المبارك، وقال: هذا كلام عار عن الصحة، ورجال الجيش الشرعي باقون في الجبهات قابضون على الزناد ويحققوا الانتصار تلو الآخر، وقد زرتهم في جبهات العز والكرامة ووجدت معنوياتهم مرتفعة جدا حتى يتحقق النصر، بإذن الله، حيث تجاوزوا منطقة الفحلوين، وهم حاليا على مشارف مركز مديرية كتاف التي تشكل 48% من مساحة محافظة صعدة، بمتابعة وجهود قائد الجبهة اللواء رداد الهاشمي، ودعم وإسناد التحالف العربي بقيادة المملكة التي تقدم كثيرا من الدعم اللوجستي والعسكري والإسناد المباشر بالطيران أو سلاح المدفعية، المباشر بالطيران والمدفعية.

مناطق يمر بها طريق صعدة حتى منفذ الخضراء

صعدة

مديرية نشور

مديرية كتاف

وادي

آل أبو جبارة

مديرية الفرع

منفذ البقع اليمني

منفذ الخضراء السعودي