أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز في حديثه إلى برنامج «مقابلة خاصة» على قناة العربية، أن لجنة الحج المركزية تجتمع بعد الحج مباشرة لتقييم الموسم وكيف كان رضا الناس عنه ورضا ضيوف الرحمن عنه، وما الإيجابيات وما السلبيات؟ لافتا إلى أن تأمين الراحة الجسدية للحاج والمعتمر أمانة في رقابنا نحن السعوديين، ويجب أن نؤمنها له، ولكي نؤمنها يجب منع أي شيء آخر يمارس على هذه الأراضي المقدسة غير عبادة الله، سبحانه وتعالى.

مؤشرات القياس

عن المعايير التي تستثمر في قياس نجاح الحج ومؤشرات أداء القياس تجاه الحج، قال الأمير خالد الفيصل: القياس في ماذا عمل وماذا سوف يعمل في المستقبل، ونحن في لجنة الحج المركزية نجتمع بعد الحج بأسبوع مباشرة لنناقش فيه ماذا قدم وكيف كان رضا الناس عنه ورضا ضيوف الرحمن عنه، وما الإيجابيات وما السلبيات؟ وعندما نناقش السلبيات أولا التي حدثت نناقش كيف يمكن تلافيها في الحج القادم، ونبدأ بالاستعداد للحج القادم بعد أول أسبوع من هذا الحج، فالقياس يسهم في مؤسسات علمية وتسهم فيه جامعات، ومن أهم هذه المؤسسات العلمية التي نعتمد على دراساتها هو معهد الملك فهد في جامعة أم القرى، وهذا المعهد متخصص في دراسات الحج والعمرة، فنعتمد عليه كثيرا، كما نعتمد على الخبراء الذين أصبحت لهم خبرة وممارسة في مواسم الحج الماضية لنطلب منهم آراءهم، هذه من ناحية، الناحية الثانية لجنة الحج المركزية يجتمع فيها كل مسؤول عن خطة كل مؤسسة أو إدارة حكومية تشارك وتسهم في موسم الحج

بأي عمل كان وكل هذه تناقش في لجنة الحج المركزية، ثم ترفع بعد ذلك إلى لجنة الحج العليا التي يرأسها وزير الداخلية وأعضاؤها من الوزارات الخدمية في السعودية، ويناقشون ما ترفعه لجنة الحج المركزية لمناقشة هذه الأمور، ثم تأتينا التوجيهات من لجنة الحج العليا، وعلى ضوئها نعد الدراسات اللازمة لماذا سوف نفعل في الحج القادم، إن شاء الله، وتستمر الجلسات أكثر من مرة بعد ذلك، إلى أن نصل إلى آخر اجتماع للجنة الحج المركزية، بعد رمضان قبل الحج يكون هناك للجنة الحج هذا آخر اجتماع قبل الحج.

مشاريع الحج

أكد أمير مكة عدم الحاجة لذكر المبالغ المالية بخصوص مشاريع الحج، معتبرا ذلك تحصيل حاصل، لأنه ليس هناك مشاريع تبنى بالمجان، والمهم ماذا أنجزنا وما المستوى الذي وصلنا إليه، وما النجاحات التي حققناها في الهفوات التي كانت في الموسم الماضي؟ لافتا إلى أن المهم ما هو رضا ضيف الله في بيت الله وفي المشاعر المقدسة.

خصوصية عجيبة

وعما تشهده مكة المكرمة من زحام شديد جدا يؤثر على حركة السير ويؤثر على أهل مكة في موسمي الحج ورمضان، هناك خطط أو رؤى لتغيير هذه المسارات، أو يكون هناك مسارات خاصة من وإلى المشاعر المقدسة، وتحديدا الحرم، قال الفيصل إن مكة المكرمة ليست كمثل أي مدينة في العالم لها خصوصية عجيبة لا مثيل لها في الدنيا، ولذلك رأى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن ينشئ هيئة ملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة فقط، ويرأس هذه الهيئة ولي العهد وأعطيت صلاحيات ليست لدى أي هيئة أخرى في المملكة، ولها أن تعمل الدراسات التي تراها وتقرر الأشياء التي تراها، ولها أن تنفذ الأشياء التي تراها لتحسين الوضع في مدينة مكة المكرمة وفي المشاعر المقدسة. وابتداء من العام الأول الذي انتهى في رمضان الماضي ابتدأنا نعد العدة لوضع الدراسات اللازمة لتنفيذ الأفكار التي طرحت من قبل والأفكار الحديثة التي تطرح الآن لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

سلوك حضاري

قال الأمير خالد الفيصل: الناس يأتون للحج لشيء واحد فقط لعبادة الله، سبحانه وتعالى، ويكفي للمسلم أن يحج مرة واحدة، ولكن أن يخصص هذا الحج للعبادة، أم تأتي إلى هنا بقصد التجارة أو بقصد سياسي أو بقصد مذهبي أو بقصد حزبي هذا ما هو مجالها، السياسة والحزبية والمذهبية لها أماكن أخرى ولكن ليس في هذا المكان الذي يأتي الإنسان المسلم ليعبد الله، سبحانه وتعالى، ما ذنب الناس ملايين البشر الذين يأتون للعبادة ليأتي واحد أو مجموعة اثنان أو ثلاثة أو عشرة بقصد نشر مذهب جديد أو بنشر سياسة جديدة أو حزب جديد، مالنا ومال ذلك، نحن نريد أن نؤمن الرحلة الفكرية مثل الراحة الجسدية للحاج والمعتمر، وهذا أمانة في رقابنا نحن السعوديين، فيجب أن نؤمنها له، ولكي نؤمنها له يجب أن نمنع أي شيء آخر يمارس على هذه الأراضي المقدسة غير عبادة الله، سبحانه وتعالى.