انتهت ملامح دور الـ16 للسباق الآسيوي للأندية وظهرت مخرجات جولة الذهاب والإياب مخالفة للتوقعات، وارتسمت الندّية والإثارة على محيا المواجهات، وكانت أصابع التوقعات تشير إلى أن إيقاع المنافسة سيكون مؤشرة دون المستوى المطلوب، وارجعوا الأسباب للبدايات الأولى للتجهيز البدني واللياقي.

الهلال والأهلي قدما أقوى الصراعات، وتفوق الهلال بشكل لافت في الجولة الأولى وحسمها بطريقته الخاصة، وادخل الأهلي في حسابات عسيرة، والأهم أن هناك فريقا سعوديا تأهل لمحطة الثمانية بغض النظر عما حدث في النزالين اللذين يعدان الأقوى، ويبدو أن بقايا الأمس أشعلت الاحتدام الذي لاح وكانت الجماهير الأكثر سعادة بهذا التنافس المحموم، مباريات دوري الثمانية ستكون أقوى إثارة وندية، والأوراق مكشوفة، وربما أن الجانب الذي سيعطي المدربين فرصة للتألق، الثبات وانصهار الانسجام بين العناصر التي تقود المعزوفة الفنية داخل الملعب، وإذا كانت هناك تغيرات فلن تتجاوز عنصرا واحدا من كل فريق، والأكيد أن كل مدرب يحتاج للاستقرار الفني والعناصري، ثمة جانب آخر الأسماء التي ستدخل في المرحلة المقبلة ستواصل الصراع حتى النهاية ولا مجال للتغيير، وننشد أن يكون ختامها سعوديا بعد غياب مؤلم خلال السنوات الماضية، والذي تجاوز أكثر من عقد ونيف رغم أن هناك محاولات جادة من الهلال الذي اقترب من ملامسة الكأس، لكن وكما أسلفنا في طرحنا السابق تدخلت ظروف حالكة وأبعدته عن اللقب، وما زال للأمل بقية بالحضور السعودي إذا كانت الفرق تملك العدة والعتاد ولا تلتفت للصعاب مهما كان حجمها. والهلال جسد تلك الحقيقة في سنوات خلت حينما كانت بحوزته أدوات غير عادية، وتحديدا في الهجوم والحراسة، وبعد أن فقد تلك الإمكانات وبالذات من يملك القدرة على التسجيل غاب عن المشهد، أعود لنقطة الارتكاز والحديث عن مواجهات دور الثمانية، وأعتقد أن الفارس الجديد سيكون فريقا سعوديا رغم الجاهزية التامة لفرق الشرق، لكن تلك الأمور ستتلاشى في نقطة الثمانية على اعتبار أن الفرق السعودية بدأت المشوار المحلي، وهذا يعد أفضل تجهيز وتعزيز للنواحي البدنية والفنية، الأمر الذي يؤكد أن للإثارة بقية، بقي أن نشدد على أهمية تقنية الفار لتساعد على تحقيق العدالة بشكل أفضل متى ما طبقت على أكمل وجه.