مبادرة (كذا أجمل) والتي أطلقها أمير منطقة عسير تركي بن طلال -حفظه الله- لم تكن مجرد مبادرة لطمس التشوه البصري وإزالته من الأماكن العامة، بل كانت تحمل معاني القيم السامية والأخلاق الفاضلة، والمعاني الجميلة لمجتمع وكيان المملكة العربية السعودية الذي يجب أن يبقى كذلك ويستمر على تلك المبادئ الرائعة.

لم يكن يوم إطلاق المبادرة التي رعاها وأطلق شارة البدء فيها أمير منطقة عسير يوماً عادياً وحدثا مؤقتاً، بل كان ميلاداً جديداً للإبداع والتنافس الشريف والعمل المنظم لمجموعة من المبادرين والملهمين من كافة شرائح مجتمع عسير الأصيل، الذي تكاتف وتفانى من أجل نهضة بلد وتنمية وطن.

إن استجابة المجتمع لهذه المبادرة وهي الأولى من نوعها على مستوى الوطن والتي شارك فيها (5700) طالب وطالبة من مدارس التعليم العام والجامعي في منطقة عسير، بمساندة رجال الدولة فيها، وفي مقدمتهم أميرها الملهم المحبوب الأمير/ تركي بن طلال بن عبدالعزيز -حفظه الله- دليل على أن منطقة عسير قادرة على إدارة المبادرات وتحقيق رؤية المملكة 2030 بلا منازع.

لقد كان تفاعل الجميع مع هذا الحدث التاريخي والرقم الاستثنائي المتكرر (36) والذي شمل (36) مدينة بمشاركة (36) بلدية في منطقة عسير بواقع (36) ساعة عمل تطوعية شبه متصلة، بكفاءة وجودة عالية ونفس طموحة للمواصلة لأجل مسيرة النهضة في بلادنا، أكبر مؤشر وأصدق شاهد على أن العطاء من أجل الوطن يهون معه كل شيء في الحياة.

إن الإشراف المباشر والشخصي من أمير منطقة عسير من غرفة العمليات الرئيسة، وارتباط سبع غرف عمليات تنفيذية في إدارات التعليم بالمنطقة معه أعطى بعداً آخر وجمالاً فريداً لهذه المبادرة، حيث شعر الجميع بأن الأمير يشاركهم الحدث لحظة بلحظة دون توقف أو انقطاع على مدى ثلاثة أيام متتالية في كافة محافظات المنطقة.

إن تنفيذ المبادرة في موسم الصيف وفي وقت إجازة المدارس كان تحدياً من نوع آخر، لكن الأبرز منه والأصعب أن تُولد من نفس المبادرة مبادرات أخرى عدة، بطلها مجتمع عسير الذي قام البعض منه بتقديم الوجبات الغذائية للمشاركين، وآخرون قاموا بتقديم منازلهم في أوقات الراحة لفريق العمل، رغم أن كل ذلك قد تم تجهيزه مسبقاً من قبل اللجنة الرئيسة للمبادرة.

لقد عاشت عسير على مدى ثلاثة أيام ولمدى (36) ساعة تطوعية لحظات جميلة مع مبادرة (كذا أجمل)، كانت الفرحة والبهجة تملآن مكان الحدث مع إصرار كبير من قبل المشاركين على أن تبقى منطقة عسير دوماً وأبداً دون تشوه بصري أو أخلاقي، وأن تكون القيم الإسلامية والعادات والتقاليد النبيلة والأنظمة والقوانين الرسمية حصناً رادعاً وسداً منيعاً لكل من يريد الإضرار بهذا الوطن أرضاً وإنساناً.

شكراً أمير منطقة عسير بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني الشكر والثناء، وكافة أفراد طاقم العمل والمشاركين في هذه المبادرة، فقد زرعتم فينا حب العمل وأحييتم فينا الأمل لنبقى على الدوام مبادرين ولأجل الوطن مستعدين.