ودع الحاج الهندي محمد أكبر، مشعر منى بصور توثيقية حرص أن تكون شاملة لكافة المشعر، لتبقى في ذاكرته وأن ينقلها لذويه حال وصوله. «الوطن» التقت بالحاج الهندي وهو على محطات الرحيل تخنقه العبرة بعد أن أتم حجه، ولم يكن يتوقع أن تمضي الأيام سريعاً، مشيرا إلى أنه ظل طوال عمره وهو يتابع موسم الحج عبر وسائل النقل، واليوم هو يعيش الحدث، لذلك أخذ على عاتقه أن يقوم بتصوير كل ما شاهده وأن ينقله لكل من يقابله في بلده، ليعلم الجميع هذه الخدمات والتضحيات والجهود التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن ليتموا مناسكهم بكل يسر وسهولة. وأكد الحاج الهندي أن ما شد انتباهه خلال أيام الحج هو كلمة «مجانا»، فمنذ أن صعد إلى عرفة ومزدلفة ومنى والخيرات تصل إليه في الطرقات والممرات وجميعها دون مقابل، بل إنهم يحرصون على أن يأخذ الحاج ما يتم تقديمه من مياه أو مأكولات، والبعض تظهر على وجهه علامات الحزن حين يرفض الحاج ما يُقدم له، مضيفا «حقاً إنها بلد الخير والإحسان».

وقال محمد أكبر «لم نجد أي اهتمام وتقدير مثل ما حظينا به في السعودية، فالكل هنا مبتسم، متعاون، لا يكلون من كثرة أسئلتنا بل إنهم يحاولون خدمتنا بكل الوسائل التي يستطيعون بها، حقاً إنها السعودية بلد الخير والعطاء، هذه الدولة القائدة للإسلام والمسلمين وبلد التوحيد والعدالة والوسطية»، مشيرا إلى أنه سيودع المملكة بجسده ولكن قلبه سيظل معلقاً بهذه الرحلة الإيمانية التي وثقها عبر الجوال، قائلا «سأحتفظ بها وأمسح بها دموعي حينما أتذكر تلك الأماكن ولا أستطيع الذهاب إليها».