عصائب الرأس ذات الطابع الفريد الذي تفردت به رجال الطيب من أهل الجنوب هي أحد أركان الزي الملبوس، فمنذ مئات السنين، تجد تلك العصائب بين عينيك وأنت في قرية رجال، التي تحتضن فعالية رجال الطيب، والتي تأخذك إلى عالم من الخيال، فيما تصاحبك الدهشة من صنع الإنسان وأعمال الإبداع، فالزائر لهذه القرية في محافظة رجال ألمع يجد نفسه أمام فعالية تلامس الخيال، وتعد إحدى فعاليات موسم السودة، ومن عمل وإبداعات وزارة الثقافة.

مسرح الإبداع

تواصل رجال الطيب فعالياتها التي اتقنت بكل دقة تفاصيل التراث الجنوبي لليوم الثالث على التوالي على مسرح الإبداع، الذي عمل بأحدث التقنيات والإضاءة، مسرح خشبي محاط بأعمدة الإنارة، ليقدم على خشبته فنون التراث والفلكلور الجنوبي، بأكثر من 40 لونا، ليكون ضيفه كل مساء فرقتان مختلفتان من محافظة معنية أو من منطقة، حيث قدم مساء أمس عدد من الفقرات بدأت بالسلام الملكي، ثم عرض الإضاءات ثلاثية الأبعاد «أغنية ألمع وطن»، ثم عرض من فرقة تهامة التراثية، في الوقت الذي استقبلت فرقة أصايل للفنون الشعبية من بيشة، ترحيبا بهم، وهذا المتعارف عليه في العادات القبلية في استقبال الضيوف قديما.

إبهار يخطف الأنظار

فن من اللوحات والإضاءة التي جذب الناس وشدت أنظارهم في إبداع فني نال إعجاب كل الحضور، الذين وجهوا عدسات هواتفهم النقالة اتجاه هذا الإبداع، الذي حول المكان إلى ألوان تأخذك إلى عالم الجمال والاحتراف.

الإضاءات ثلاثية الأبعاد التي تنبعث عبر 30 جهاز عرض ومن أحدث الأجهزة على مستوى العالم، وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، حيث جهز في مواقع مخصصة وغرفة خاصة لينطلق منها الإسقاط الضوئي على القرية، وذلك بجميع الألوان بلوحات فينة تحاكي قصة يوم الكفاح في القرية منذ الصباح الباكر منذ شروق الشمس، وتتخللها لوحات في فن الزراعة والحصاد، وأعمال المرأة العسيرية في فن القط، والأعمال اليومية حتى وقت غروب الشمس وقصة السمر، بعد العشاء تتدرج الألوان حتى تختفي وتبدأ الفرق الشعبية من على المسرح مباشرة بأداء الفلكلور.

فن الفلكلور

وقدمت فرقة تهامة التراثية عددا من الألوان الفلكورية مع رئيس الفرقة حديش أحمد الألمعي، ويرتدون الزي التهامي الأصيل المكون من قميص بلون واحد، وإزار، وعصائب الورد، والخنجر، وعددهم أكثر من 30 شخصا، قدموا لون الدمة، والربخة، وفنون المزمار بإتقان وعمل نال استحسان الحضور، وكذلك لعبة السيف على المزمار، واللحنة الصلبة، وتميزت الفرقة بأداء أصوات فنية مختلفة بقصائد تغنت في حب الوطن من كلمات الشاعر يحيى مفلح.

ثم قدمت فرقة أصايل للفنون الشعبية من محافظة بيشة عددا من الألوان الفلكلورية التي أعجب بها الجمهور، منها العرضة بحركاتها الفنية، والمسيرة، و«رايح بيشة» المعروف عند أهالي بيشة بجمال لعبته وصوته العذب والطارق الخاصة الذي يتميز به، وشارك في الفرقة عدد كبير من الشباب المميزين بقيادة رئيس الفرقة مقبل فارس البيشي، حيث أبدعت الفرقة من خلال الإداء وكذلك اللبس الموحد والأصوات المصحوبة بالزير والطبول، وكان الشعر من كلمات الشاعر سعيد الشهراني.

عمل وإبداع

«الوطن» رصدت منذ الساعة الثالثة من عصر أمس تواجد الشباب السعودي بنين وبنات في تنظيم حركة السير، والدخول على مقر الفعالية بزي موحد، ويوجهون ويتفاعلون مع الزوار، كما يقدمون الخدمة لكل ضيف قادم لهم لمشاهدة الفعالية.

وتجمل المكان داخل القرية بعشرات المحلات الشعبية التي تحاكي تراث وأعمال الحرفية والمشغولات والفنون الشعبية، والأكلات العسيرية، حيث يوجد هناك جناح خاص لصناعة الفخار، وآخر لصناعة الخوص، ونسيج الحرير، وتربية النحل وإنتاجه، وسيدات لصناعة كراسي الخوص، وإنتاج الحقن «اللبن الطبيعي»، وفن الخزف، وجناح لسيدة القط العسيري الذي شارك في محافل ومدن محلية وعربية وعالمية، فن ألمع التراثي عالم القط، وأخيرا جناح للصناعة، وعصائب الرأس التي توزع مجانا للزوار.

جمهور من الجنسين

متحف إلكتروني

200 شخص يعملون لنجاح الفعالية

150 من أبناء المنطقة

إعادة ترميم متحف قرية رجال

مسرح عالمي مجهز بأحدث التقنيات

إضاءات ثلاثية الأبعاد

40 لونا وفلكلورا شعبيا

تستمر الفعالية 20 يوميا

عصائب الرأس تزين رؤوس الحضور

معلومات وأرقام من رجال الطيب