يتأكد المراقبون أن السلاح الجديد الذي انفجر الخميس الماضي في قاعدة تجارب إطلاق صواريخ في الشمال الروسي الكبير، هو نوع جديد من الصواريخ، التي تعمل بالدفع النووي، لكن العديد من الخبراء يشككون بالقدرة على صنعها وبالفائدة المرجوة منها.

ويشير تقرير لمجلة Time الأميركية، إلى أن لدى الخبراء والمفاوضين النوويين، شعورا بالسابق بأن هذا الحادث بالذات كان ينتظر حدوثه، بعد أن كان الرئيس بوتين قد وعد العالم بنوع جديد من الصواريخ النووية، خلال خطابه العام الماضي.

ويقول لين روستن، الخبير النووي الذي أشرف على قضايا الحد من التسلح في مجلس الأمن القومي التابع لإدارة أوباما السابقة "إن الأنظمة التي يتحدث عنها بوتين علانية غريبة إلى حد ما وليست بعيدة أو جاهزة لأي مكان للنشر، ولهذا السبب لم تتابعها الولايات المتحدة". ويضيف "لكن قد تكون أحد الدروس المستفادة من انفجار الأسبوع الماضي هو أن أي دولة سواء كانت روسيا أو الولايات المتحدة أو الصين، يمكن أن تتابع مثل هذه الأسلحة دون انتهاك للقواعد النووية، لأن نظام معاهدات الحد من انتشار الأسلحة النووية، الذي يدعم هيكل الأمن في العالم على مدى السنوات القليلة الماضية بدأ ينهار إلى جانب العلاقات الدبلوماسية المريضة بين روسيا والغرب.

سباق التسلح النوعي

في 2 أغسطس، بعد اتهام روسيا بنشر أسلحة محظورة لسنوات، انسحبت الولايات المتحدة رسميا من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، التي تم التوقيع عليها عام 1987 لاحتواء ترسانة البلدين.

وأكد التقرير أن النتيجة لهذا الانسحاب هو عالم بلا قيود على الأسلحة النووية، بل سارع ذلك في مسألة سباق التسلح النوعي، مشيرا إلى أن هنالك فئة جديدة تماما من الأسلحة الاستراتيجية تعمل عليها الولايات المتحدة وروسيا والصين، ولا تخضع لأية معاهدات للحد من الأسلحة.

ويرجع الخبراء سبب هذا الانفجار، إلى رغبة الروس في منافسة الأميركان على الأنظمة المضادة للصواريخ تكون قادرة على جعل ترسانتهم بلا جدوى، حيث إن الأمر يعود إلى الحرب الباردة وإلى حرب النجوم في عهد الرئيس رونالد ريجان.

وأعلنت وكالة "روساتوم" الروسية النووية، أن حادث الخميس وقع داخل منصة بحرية، بينما كان خبراء يعملون على الوقود الخاص بمحرك الصاروخ، حيث لقي 5 خبراء حتفهم في الانفجار الذي أدى إلى ارتفاع وجيز في مستوى النشاط الإشعاعي.

المدينة السرية

إبان الحرب الباردة، كانت مدينة ساروف مركزا للأبحاث السرية وكانت تعرف باسم "أرزاماس-16" وقد صُنعت فيها أولى الأسلحة النووية السوفياتية، واليوم لا تزال ساروف مدينة مغلقة لا يُسمح بدخولها إلا لمن يحملون تراخيص خاصة.

وأعلنت وكالة روساتوم أن الحادث وقع أثناء اختبار صاروخ على منصة بحرية قبالة سواحل منطقة أرخانجيلسك في أقصى الشمال الروسي.

وأوضحت الوكالة أن الوقود انفجر وقد ألقى عصف الانفجار بعناصر في البحر.

وأكدت بلدية مدينة سفرودفنسك القريبة من القاعدة العسكرية أن أجهزتها للاستشعار سجّلت ارتفاعا لوقت قصير في التلوّث الإشعاعي، مما أثار حالة هلع لدى السكان، الذين سارعوا لشراء مادة اليود المضادة للإشعاعات.