أظهرت نتائج دراسة كبيرة أجراها الباحثون في كلية الطب بجامعة ستانفورد، أن علاج الاستجابة المحورية الذي يُشرِك الآباء والأمهات يفيد بشكل أفضل من العلاجات الموجودة في تحفيز الأطفال المصابين بالتوحد، وتأخر الكلام على التحدث.

وقال متخصص في علم النفس والعلوم السلوكية الدكتور جريس جينجو:"أن الأطفال المصابين بالتوحد أقل تحفيزا اجتماعيا مقارنة بالأطفال الذين ينمون بشكل طبيعي، لذا نجد أن علاج الاستجابة المحورية يعطي الأمهات والآباء طريقة لكسر هذا الحاجز، ونحن نقوم بتعليم الوالدين على إنشاء مواقف يكون فيها الطفل محفزا على التواصل".

قدرات اجتماعية

ذكر جينجو أن نتائج هذه الدراسة كشفت أن الأطفال في مجموعة علاج الاستجابة المحورية تحسنوا ليس فقط من ناحية مهاراتهم في التواصل، وإنما كذلك من ناحية قدراتهم الاجتماعية الأوسع.

مدة الدراسة

نجد بأن الدراسة استغرقت 6 أشهر، وشملت على 48 طفلا كانت تبلغ أعمارهم ما بين 2 إلى 5 سنوات، مصابين بالتوحد وكذلك تأخر في الكلام.

وتلقى نصف الأطفال علاج الاستجابة المحورية من أخصائيي العلاج بالمشاركة مع الأم والأب، بينما استمر الأطفال المتبقين على علاجات توحد أخرى قد بدأوا بأخذها قبل بدء الدراسة، والتي تضمنت أنواعا من التحليل السلوكي التطبيقي وعلاجات النطق التقليدية، حيث خضع في الأسابيع الـ12 الأولى من الدراسة، بعض أطفال مجموعة علاج الاستجابة المحورية لـ10 ساعات في الأسبوع من علاج الاستجابة المحورية من أخصائي علاج مُدرّب، وتلقى آباؤهم وأمهاتهم تدريبا لمدة ساعة في الأسبوع حول كيفية استخدام آليات العلاج أثناء التفاعلات اليومية مع أطفالهم.

وفي الأسابيع الـ12 الثانية، تلقى بقية أطفال مجموعة علاج الاستجابة المحورية 5 ساعات في الأسبوع من علاج أخصائيي العلاج، بينما آباؤهم وأمهاتهم تلقوا جلسات تعليمية شهرية.

ملاحظات الدراسة

بينت الدراسة أن علاج الاستجابة المحورية، يجعل الوالدين يلاحظون الأشياء التي يهتم بها الطفل، ويستخدمون الشيء كي يشجعونه على التحدث.

وفي نهاية الدراسة، نجد بأن الأطفال في مجموعة علاج الاستجابة المحورية تحدثوا أكثر من الأطفال في مجموعة المقارنة الأخرى، وكانوا يستخدمون كلمات شائعة بالإمكان أن يفهمها الآخرون، وهذا مؤشر مهم للتقدم بما أن العديد من الأطفال تحدثوا بشكل مبهم، وغير مفهوم في بداية التجربة.

كما ذكر الباحثون أن الأطفال في مجموعة علاج الاستجابة المحورية كذلك ظهرت عليهم تحسن واضح، من ناحية التواصل الاجتماعي بشكل عام، وهو أمر مهم من أجل الحصول على النتيجة المثلى على المدى البعيد.

واكتشفوا أن الأطفال الذين بدأوا بقدرات تنموية أقل استفادوا أكثر من هذا التدخل، وهذا اكتشاف مثير للدهشة بما أن العديد من علاجات التوحد ذات فائدة كبيرة للأطفال ذوي الأداء الأعلى.

ويعتقد باحثو ستانفورد أن النتائج من هذه التجربة نتائج واعدة، ولكن يجب أن يتم تكرارها في دراسات أكبر، ونشر بحث في Pediatrics.

المميزات التي اكتسبها الأطفال في مجموعة علاج الاستجابة المحورية:

- تحدثوا أكثر من الأطفال في مجموعة المقارنة الأخرى

- ظهر عليهم تحسن واضح من ناحية التواصل الاجتماعي بشكل عام

- الأطفال الذين بدأوا بقدرات تنموية أقل استفادوا أكثر علاج الاستجابة المحورية