يحلم ملاك الشركات والموظفون أيضاً، بأن تقاد شركاتهم بشخصيات ناجحة وبقياديين مهرة للاستثمار الأمثل للمواهب، ونشر البيئة المنتجة وشحن القدرات الإدارية، للوصول إلى أرباح مستمرة ونمو عال. وبالمقابل يوجد قياديون لا يمتلكون من القيادة سوى اللقب كما وصفهم (جون سي ماكسويل).

برأيي المتواضع أنه هناك صفات للقائد الناجح تكون بعضها (كاريزما) لا يمكن شراؤها بالشهادات، أو اكتسابها مع الزمن، وتكون الأخرى مكتسبة بالتعلم والخبرة، ومن أهم تلك الصفات:

1- الصراحة والوضوح، فالقادة المراوغون هم أضعف من يكونوا بالواجهة، ومراوغتهم تفقد الثقة فيهم من قبل العملاء والموظفين.

2- قوة الشخصية. فإذا كان مدير المنشأة أو القسم من نوعية (سمعاً وطاعة) لمن هم أعلى منه منصبا دون النظر لمصلحة العمل ومن هم تحته من الموظفين، كان وبالاً عليهم ومحبطاً لهم.

3-القدرة على اتخاذ القرار كما قال إبراهيم الفقي (القيادة هي فن اتخاذ القرار)، وقد ابتليت بعض الشركات والمرافق الحكومية، بمديرين أشبه بـ (المزهريات) لا يهشون ولا ينشون، لرعبهم من التغيير ومن اتخاذ القرارات التي قد تفقدهم (كرسي الحلاق).

4-الدعم الإيجابي للأفكار والتحفيز على الابتكار والإبداع، ومساعدة الموظفين بعيدا عن النقد وتكسير المجاديف، حيث تعاني الكثير من المؤسسات من جمود الأفكار، ومحاربة التغيير، وصدق المبدع غازي القصيبي حين قال (لا يمكن تطبيق أفكار جديدة بعقول قديمة).

5-بناء الفريق الناجح...من صفات القائد الملهم إحاطة نفسه بالناجحين، فالنجاح ليس فردياً بل جماعيا، فالمعروف أن هناك البعض من قيادات الصف الثاني والثالث من موظفي الشركات الناجحة، هم جزء رئيسي من النجاح، ولا يجب التفريط بهم أبداً، وعادة ما يكون هناك 20%؜ من الموظفين المسؤولين عن 80%؜ من النتائج التي تحققها الشركة. والقائد الذكي يعمل على إحاطة نفسه بتلك (المكائن البشرية) التي سوف تحميه من السقوط. أما القائد الذي يعمل وحيدا فسوف يسقط بسبب ضعف من حوله.

وهناك البعض من الإستراتيجيات البسيطة والتي قد يلجأ لها القياديون وتترك أثراً إيجابيا في نفوس من يعمل حولهم ومنها: 1-الاهتمام بتطوير وتدريب موظفي المنشآة 2-التواصل المستمر واللقاءات المفتوحة لسماع آراء الموظفين. 3-نشر الجو الإيجابي والأنشطة خارج مجال العمل، ولو على شكل نصف سنوي 4-الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة مثل أماكن الراحة والأكل والسكن للموظفين 5-اللامركزية وسرعة اتخاذ القرارات 6-الحرص على خلق علاقات صحية بين المديرين وموظفيهم بعيداً عن (البروج العاجية) التي يتمركز فيها بعض المديرين وسياسة (الباب) المغلق.

أخيرا وليس آخراً، يجب أن نعلم أن ذلك المنصب (دوار)، وهو أشبه بكرسي (الحلاق)، ومهما كان فخماً و(أثيراً) وقد تغفو عليه لأوقات هنيئة، ولكنك سوف (تغادره)، فاحرص على أن تترك أثرا إيجابيا، وابتعد عن المكاسب المؤقتة، ولا تصبح مثل بعض الذين يتم (تدويرهم) بين الشركات، دون أثر إيجابي، وقد ينطبق عليهم المثل الساخر (هذا حسينوه وهذي خلاقينه).