ليكتب التاريخ، انتهت شعائر الركن الخامس من أركان الإسلام لسنة 1440 للهجرة النبوية الشريفة، على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، تحت قيادة المملكة العربية السعودية بكل يسر وتوفيق. الحمد لله، سمع الله لمن حمده.

لكم أن تتخيلوا معي المشهد:

ملك البلاد خادم الحرمين الشريفين يتابع بنفسه مواكب الحجيج، ويطمئن على تفويجهم، مشرقا بابتسامة الفرح لنزول الخير والأمطار، ليقهر بها الأعداء، ويطمئن إخواننا في العقيدة، أن المملكة هي الوصية الحقيقية للرفادة والسقاية وسدانة بيت الله الحرام بكل ذكاء واقتدار.

ولي عهد متعهد بأن تكون مكة المكرمة مهبط الإسلام لرسول السلام، عاصمة الثقافة الإيمانية، ومنارة الهدى الجميل، وينصت بكل حذر لكل صغيرة وكبيرة تهم حجيج بيت الله، مرحبا بكل صدر رحب بالقادمين من أقطار المعمورة، ملبين نداء أبينا إبراهيم، عليه السلام، وموقنين بما سيرونه أمامهم من تنظيم هائل، بإرادة قوية من وزير الداخلية الذي لم يتوان بحزم، في فرض الأنظمة التي تيسر للحجاج، وانسيابية روحانيتهم، يتابعهم بالهمة نفسها، أمير منطقة مكة المكرمة، الرجل المتفاني لخدمة الوطن الساعي بقوة العقل والعقيدة الأمير خالد الفيصل، ونائبه الأمير بدر بن سلطان، المتابع لكل احتياجات الحجيج، ليتفرغوا للعبادة، والاستمتاع بما أقره ديننا الحنيف من تسامح وتصافٍ وإخاء، تجسدها النسك الجليلة، التي لا يجهلها أي حاج مهما كانت لهجته أو لغته، وهنا يبرز دور وزارتي الحج والعمرة، والشؤون الإسلامية، فلهما الفضل بعد الله، في تسهيل مفردات الحج بكل اللغات والاستدلالات والشروحات، ليستوعب الحاج مناسكه.

وزارة الصحة على قدم وساق، أسهمت في هذه المهمة، وزارة الشؤون البلدية والقروية، وجميع الوزارات والهيئات الأخرى، وظفت أبناءها وبناتها، شبانها وشيوخها، لتيسير أداء الحجاج هذا النسك العظيم.

المشهد باختصار: دولة تتقدم نحو أهدافها السامية، النبيلة، في خدمة الإسلام، دون مزايدات أو مساومات، أنجحت شعيرة الحج بتوفيق الله.

كلمة صدق ووفاء للمملكة العربية السعودية، شكر الله سعيكم وجزاكم الله خيرا.