لم تثمر نداءات الشاعر العراقي حسن المرواني لليلاه شيئا، عامان لم تستفق على نور سماواته، لكن نداءاتي في عامي 2016 و2017 بغناء كاظم الساهر في وطني وفي مدينتي أبها تحديدا أثمرت، وستستفيق سماواتي على نور من صوت كاظم وأغنياته وإحساسه عندما يجيء إلى مدينتي الحسناء للمرة الأولى، ليغمر موسم السودة في يومه الثاني والعشرين بالجمال، ويقف على مسرح طلال مداح ليغني بكل ما أوتي من إحساس مرهف وصوت آسر وذكاء موسيقي. أخبرني البعض قبل ثلاثة أعوام بأن حلمي بغناء كاظم في أبها وحضور حفلته مستحيل، كتب لي أحدهم تعقيبا على التغريدة التي دونت فيها ذلك الحلم: «هذه الأحلام في مجتمع يلعن الموسيقى ويسفهها كبيرة جدا يا ريم»، لم يدركوا أن شيئا عظيما سيحدث ويأخذ معه كل مستحيل بعيدا عن وطننا، وسيطمس تلك المفردة اللعينة من قواميسنا في السعودية، لتحل محلها مفردات الممكن، وتصبح أحلامنا النقية واقعاً، يهطل علينا كالمطر دون توقف؛ ذلك أننا في وطن يحكمه ملك عظيم وولي عهد حالم وحازم في تحقيق الأحلام.

سيغني كاظم، وسيمتلئ مسرح طلال بالحب والسلام والموسيقى، سنبتهج نحن الصبايا ونتمايل لا شعوريا مع كل أغنية تخاطب أحاسيسنا، سنتنفس الصعداء وننسى ذلك الزمن الذي كنا نتحسر فيه على حالنا ونواسي ذواتنا بلغة كريمية (كريم العراقي) كاظمية ونغني «يكرهون الحب، يكرهون الحياة، يكرهون الورد يكرهون النساء، يكرهون النور، يكرهون السلام».

انتهى العصر القديم، لم تعد الطريق إلى المستحيل طويلة، سنختار الحب ونغسل بالبرد كل قلب متعب، لن نبقى أبداً «كالقشة تحت الأمطار»، وسنشهد ألا رجلا أتقن اللعبة إلا أمير الآمال المختلفة محمد بن سلمان، سنرضى عن أي قرار يهبنا كل حق سلب منا ويجعلنا أكثر قوة وبهجة ورضا، سنغني مع كاظم لذواتنا التي تستحق الحياة، لأحلامنا التي رأت النور، للسلام الذي تنشده أرواحنا، سنفرح ما حيينا كلما تحقق لنا ما أردناه حتى نشعر بذات الإحساس الذي ترجمه الشاعر الراحل طلال الرشيد في قصيدته «الليلة إحساسي غريب» عندما قال: «صدري سماء وإحساسي طير».