شمل موسم السودة هذا العام العديد من الفعاليات، والمواقع التاريخية والأثرية في المنطقة، ويأتي في مقدمتها قصور آل أبو سراح في قرية العزيزة بالسودة، والتي تعتبر من أكبر القصور التاريخية في منطقة عسير، وكان لتلك القصور مكانتها وتاريخها، ولا تقل أهمية عن تاريخ ومكانة أسرة آل أبو سراح أثناء حكم آل عايض في

منطقة عسير.

لمحة تعريفية

تعتبر هذه القصور التي تتربع على مساحة تزيد عن 3000م، أحد أبرز القصور التاريخية والتي تجاوز عمرها 200 عاما، واستطاعت تجاوز كل الظروف والمحن، لتبقى شامخة متحدية كل أهات الزمان ومصاعب المكان وعبث الإنسان، ومتجاوزة لكل المتغيرات والتضاريس المحيطة.

وتتوسط وطن الضحية في قرية العزيزة التابعة لقبيلة بني مغيد عسير، عمرها يقارب القرنين من الزمان وهي عبارة عن ثلاثة مبان، قصر وازع وقصر عزيز وحصن المصلى، ويتكون كل من قصر عزيز وقصر وازع من 6 طوابق، وحصن المصلى من 3 طوابق مبنية من الحجر وخشب العرعر ومغطاة بمادة القضاض من الخارج، وتعود ملكيتها إلى أُسرة آل أبو سراح، حيث بناها الشيخ لاحق بن أحمد أبوسراح الزيداني، وهو أحد وجهاء بني مغيد ومنطقة عسير وكبير جماعته كُلّفَ أميرا على سواحل تهامة الغربية أيام إمارة آل عائض لعسير، قبل توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز، وكان ذا تجارة واسعة، عُرف عنه سعيه بالإصلاح والشور السديد، وإعانة المحتاج، وخاصة من أبناء جماعته، وحضوره الدائم في الأحداث التاريخية التي مرت على المنطقة، ولا يكاد اسمه يغيب عن أي مشهد في ذاك الزمان.

وكان قريبا من عائلته وحريصا على أن يتولى، ويشرف هو بنفسه على أمور عائلته، رغم كثرة اعماله يعطيهم وقتا مخصصا من يومه كاجتماع عائلي، تزوج عددا كبيرا من النساء ولم يرزق إلا بولد واحد أسماه عليا، وخمسا من البنات، حتى أنه كان يدون ويؤرخ تواريخ ميلاد أبنائه ويهتم بذلك.

وأخذ إلى المنفى في تركيا وكان ابنه علي، وزوجته بنت آل عواض من ضمن الأسرى ورزق الزوجان بمولود هو الحسين، عاش بداية طفولته في المنفى، قبل أن يعود هو ووالده علي إلى عسير مطلع القرن الثالث عشر الهجري.

مبادرة الترميم

تولى مبادرة ترميم هذه القصور الشاب عبدالعزيز أحد أحفاد لاحق أبو سراح، الذي قام ببناء تلك القصور، وتم افتتاح مقهى بجوار القصور، وجاءت مبادرة الترميم حفاظا على هذا الموروث الجمالي، ويطمح أن تكون وجهة سياحية ومقصدا للزوار من أهالي عسير وخارجها.

وأجرت «الوطن» حوارا مع عبدالعزيز أبو سراح، والذي قام بترميم القصور والإشراف عليها، ليكشف عددا من التساؤلات، ويبين الأرقام الصحيحة الخاصة بالقصور، كما أكد عدد المضارب، والتي كانت عبارة عن فتحات لخروج البندقية منها للدفاع عن من بالداخل.

1 -كم عمر قصور أبو سراح ؟

اقترب عمر القصور من 200 عام، حيث تم بناؤها عام 1252هـ

2 -ما هو سر تميز قصور أبو سراح عن غيرها من القصور؟

تعتبر الأكبر في منطقة عسير ولها نمط بناء مختلف نسبيا عن القصور الموجودة في المنطقة من حيث ارتفاع الأسقف واتساع الدرج وكمية الأخشاب «المعادل والسواري» المستخدمة.

3 -كم عدد أدوار القصر والغرف؟

قصرا عزيز ووازع يتكونان من 6 طوابق والمصلى 3 طوابق، وفي عزيز ووازع 32 غرفة، والمصلى 11 غرفة.

4 -نريد معرفة عدد النوافذ والمضارب؟

تزيد المضارب عن 50 مضربا سواء في القصور أو في السور ويوجد بالقصور ما يزيد عن 105 نوافذ «كترة».

5 -ماذا تحوي القصور حاليا وماذا كانت تشمل في الماضي؟

القصور الآن متاحة للزوار وبها معرض حي لنمط المعيشة وغرفة عرض لأفلام وثائقية ومعرض وثائق وللصور النادرة، وأيضا معرض تشكيلي لمجموعة من رسامي المنطقة، وأيضا استخدمنا أسلوبا هو الأول من نوعه في المنطقة لعرض المقتنيات العسيرية القديمة، وفي فناء القصور كافيه مطل على القرية وبخلفية القصور.

وفيما سبق كان القصر مخصصا للسكن لكافة الأسرة ومعهم متطلبات حياتهم من ماشية سواء أبقار أو أغنام أو جمال وأغراض الزراعة كونهم مهتمين بمزارعهم ويعملون بها؟.

6 -متى تم البدء في الترميم، وهل توافق مع الطابع القديم ؟

بدأ ترميم القصور قبل أكثر من عامين من الآن وحرصنا أن يكون الترميم متوافق مع النمط التقليدي العسيري قدر المستطاع، وخرجنا بنتيجة راضين عنها وكل من زارنا أبدى رضاه بهذه النتيجة.

7 -ما الدور الفعلي لهذه القصور، وما الهدف من بنائها بهذا التصميم ؟

بنيت القصور في مركز القرية حيث تتوسطها وتحيط بها بيوت القرية من كل الجهات تصميمها الدفاعي وعلوها يجعلنا نقول إنها كانت تحمي القرية ونقطة قوة للدفاع عنها فيما سبق، وكون المجتمع القروي مترابط فيما مضى وتحكمهم مبادئ الجوار والقرابة فنحن نستشعر أنهم ينتمون لها.

8 -كيف تمت المحافظة عليها من الاندثار خلال الفترة الماضية ؟

فيما مضى تم استخدام الشنكو لحمايتها نسبيا من الأمطار لأن دخول الماء عامل مهم ورئيسي في تهالك المباني القديمة فهذا الشيء حفظها إلى حد ما، حتى تم ترميمها بشكلها الحالي.



فعاليات متنوعة


اليوم يكمل الواحد والعشرين من العطاء المميز لموسم السودة، الذي ذاعت أخباره بين فئات المجتمع فكان من أنجح وأبزر الفعاليات على مستوى المملكة، وحضره مئات الآلاف من الزوار.

تنوع مابين جمال الطبيعة، وروعه المكان، وتنوع وتميز الفعاليات الأبزر من نوعها على مستوى عال.

فالزائر لايصاب بالملل وذلك من خلال تنقله بين الأشجار والضباب، ونسمات الهواء، وإتقان تصميم الفعاليات، وجودة التنظيم والترتيب، وابتسامة العاملين ومبادرات مسؤلي الموسم.

إشادة من المجتمع

حظي الموسم بزيارة كافة شرائح المجتمع من كبار السن رجال وسيدات ومن وشباب وشابات، وأطفال وغيرهم من جميع الجنسيات ومختلف اللغات، فكانت آراءهم، تتفق معا على نجاح الموسم، وحسن الاختيار.

تجاوب سريع

أشاد جميع الزوار بكافة العاملين في الموسم، بمدير موسم السودة المهندس حسام الدين المدني ومدير العلاقات العامة والإعلام بالموسم محمد النفيسة، ومدراء الفعاليات، ومشرفي المواقع، ومشغلي الفعاليات، ومنظمي السير، ومرشدي الزوار، بأخلاقهم العالية، وابتسامتهم التي تعلو محيا كل واحد منهم أمام الزائر والضيف، وصفوهَم بأنهم تفانوا، وبذلوا كل جهودهم وطاقتهم في سبيل رضاء الزوار ونجاح الموسم.

كانوا مثلا للأخلاق، ودرسا في إتقان العمل، وتحدي كل الصعاب، والقدرة على جميع الفعاليات التي تخدم الوطن سياحيا واقتصاديا.

جهة سياحية

يعد موسم السودة، أحد أبرز الوجهات السياحية في المملكة، بموقعها الفريد، وطبيعتها ومناظرها الخلابة، وأجوائها المتميزة وتضاريسها الجبلية وهي تعانق السحاب، مع تسليط الأضواء على ما تملكه المنطقة من كنوز تراثية وثقافية، وإبرازها عالميا، إضافة إلى الأنشطة المتنوعة.

ثروة المكان

تستند رزنامة مناشط موسم السودة إلى أربعة محاور رئيسة استندت إلى مقومات السودة الطبيعية، والمناظر الخلابة، والتراث والثقافة، والمغامرات الرياضية، والطقس المناخي المتميز بالمنطقة.

حيث صممت الرزنامة بما يحقق الميزة التنافسية لها. ويشتمل برنامج موسم السودة على حزمة من المناشط الثقافية، والرياضية، والترفيهية والحفلات الغنائية، والأمسيات الموسيقية، والاستعراضات الفنية والتراثية، إضافة إلى الخدمات النوعية المساندة من خيارات السكن المستحدثة لأول مرة في متنزهات السودة، واستقطاب المطاعم العالمية الفاخرة، والجولات السياحية النوعية للتعريف بالسودة ومدينة أبها، بما يساهم في بناء تجربة متكاملة وثرية للزائر، لا سيما أن مناشط موسم السودة تأتي نسخة تجريبية لرفع جاهزية البنية التحتية، والتأكد من اكتمال منظومة الخدمات لإطلاق قطاع السياحة بشكله الجديد في السودة عبر مشاريع نوعية تخدم المنطقة.

النظافة والجمال

أصبح المكان المخصص لموسم السودة من أجمل الأماكن في جميع مواقعه وفعالياته، من حيث حرصت إدارة الموسم على نظافة المكان وسعت قبل إطلاق الموسم من رفع جميع المخلفات وتسوية المكان دون أن تتاثر، أي شجرة من العرعر، وهذا ما زار المكان جمالا، وجعل الزائر يشعر بجمال الطبيعة، وهو يتنقل بين شجر العرعر، ويمشي مسافات تكسبه النشاط، وذلك للوصول إلى مواقع الفعاليات.



عربة ذات طراز خشبي تهتم بالتراث العسيري

يجد الزائر والسائح بموسم السودة في شارع أم سودة عربة ذات طراز خشبي تعرض فيها الأم وابنتها داخل العربة تحفا وهدايا ومظلات تعنى بالإرث والتراث والرسومات العسيرية يقتني منها السائح لتكون ذكرى لموسم السودة ولمنطقة عسير كافة.

صناعة التحف التراثية

التقت «الوطن» الشابة فجر الصالح وسألتها عم تحتويه عربتها؟ أجابت الصالح: «أحب في بداية الأمر أن أشكر إدارة مواسم السودة لإتاحة الفرصة لنا للمشاركة هذه السنة في شارع أم سودة، فنحن مختصون في صناعة التحف التراثية التذكارية لمنطقة عسير، وأيضا لدينا مظلات رسمت عليها بعض معالم منطقة عسير، ولقيت رواجا كبيرا لدى الزوار والسواح في موسم السودة، كما نقوم بعمل التوزيعات وتنسيقها للأعياد، وأود أن أشكر والدتي ووالدي صالح الجواهرة على دعمه المعنوي والمادي ووقوفه بجانبي حتى مشاركتي في موسم السودة».



طائرة مخصصة للطيران الشراعي بموسم السودة تقل الأفراد للطيران من على ارتفاع عال