نجحت حكومتنا الرشيدة «كعادتها» في تقديم صورة نموذجية للحج، وتصدير رسالة محبة وسلام إلى العالم أجمع، ومات المتربصون والحاقدون كمداً وغيظاً، بعد أن أفسدت اليقظة الأمنية والخطط العلمية والخدمات السخية محاولاتهم الخبيثة لإفساد وتسيس موسم الحج.

ارتسمت الفرحة فوق وجوه ما يقارب من مليوني ونصف حاج، وهم يودعون المشاعر المقدسة أو يغادرون المملكة، وبداخلهم حب كبير لهذا الوطن المضياف، وحنين لا ينتهي لأطهر بقاع الأرض، حملوا في حقائبهم هدايا رمزية وذكريات رائعة من بلد الحرمين الشريفين، وتشربت قلوبهم بحب «مملكة الخير» التي اعتادت على مر السنين أن تزرع الورد وتحمل المسك وتترك البعض ينفخون في الكير ويوزعون كراهيتهم على كل ناجح.

اختتم موسم الحج بنجاح باهر وقصص بطولية لأبطالنا من رجال الأمن الذين حموا ضيوف الرحمن وعلى وجوههم ابتسامة رضا وحب، تفانوا في خدمتهم وسهروا على راحتهم، وتنافسوا في تقديم الكلمة الطيبة والتصرفات النبيلة ليصنعوا آلاف قصص النجاح التي لم تتسع لها وسائل الإعلام، وسيقصها الحجاج لذويهم وأهلهم في بلادهم على مدار سنوات طويلة.

ومع نهاية موسم الحج الاستثنائي الذي يجير النجاح فيه لقيادة هذا الوطن المعطاء، يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، «حفظهما الله»، استوقفتني كلمات مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل التي قال فيها إن سبب اختفاء كثير من الظواهر السلبية في موسم الحج يرجع إلى سلامة الطريقة والأسلوب الذي تتبعه حكومة المملكة في تطوير خدمات الحج والعمرة إلى جانب الاستفادة من الأخطاء السابقة ومحاولة تلافيها في العام الذي يليه.

ومثلما اعتبر أمير مكة نجاح موسم الحج الحالي أبلغ رد على الحاقدين على المملكة العربية السعودية الذين يحاولون التقليل من شأن الجهود المبذولة في خدمة حجاج بيت الله، رأى شيخ الأزهر محمد الطيب، أن ما تبذله المملكة من جهود جبارة في استضافة وتأمين هذا العدد الكبير والهائل من حجاج بيت الله الحرام في أكبر تجمع ديني على وجه الأرض يؤكد فشل كل المحاولات الخبيثة لإفساد وتسييس موسم الحج.

في كل الأحوال، تأتي النجاحات المتتالية للسعودية في التنظيم الرائع للحج عاما وراء آخر أبلغ رد لمن طالبوا في سنوات سابقة بتدويل الحج، وحاولوا أن يصدروا رسالة كراهية للعالم تجسد واقعهم المرير وحالة الكراهية والحقد التي يشعرون بها مع كل نجاح، في حين سيكتفون بدورهم المقيت في زرع الفتنة وتصدير الإرهاب ونشر الفوضى عبر أبواقهم الإعلامية القائمة على الكذب والتضليل، وستبقى المملكة مثل الشجرة الشامخة ينظرون عليها من بعيد دون أن يستطيعون النيل أو الوصول إلى شموخها أو الاقتراب من كبريائها.