رحل الأديب والمهتم بالتراث إبراهيم مسفر الألمعي تاركا خلفه بصمة واضحة عندما كان أحد المهتمين بقرية «رجال» حيث كان مديرا لها، وسعى إلى أن تكون ضمن التراث الذي يقدم تاريخا وماضيا عميقا لهذه المحافظة محافظة رجال ألمع. ومع ذلك حرص على اصطحاب ابنه عبدالهادي، منذ صغره لينمي به عشق حب التراث والحفاظ على الماضي، وبعد وفاته، قام الابن عبدالهادي بمواصلة السير على نهج والده في السعي لتطوير القرية، وأصبح الآن مدير قرية رجال.

حيث استمر في استقطاب كل ما يخدم القرية. ويقول عبدالهادي في حديثه مع «الوطن»: أبلغ من العمر 33 عاما، أمضيت منها أكثر من 15 عاما مع والدي في هذه القرية، واليوم سوف أواصل ما بقي من عمري، في خدمة هذه القرية. مكملا حديثه بتجارب والده ودوره في القرية قائلا: «تجارب والدي في قرية رجال ألمع التراثية كان لها الأثر الأكبر في كيفية إحياء التراث والحفاظ على هوية القرية كأنموذج وطني في الحفاظ على التراث، ومن خلال مشروع «إعمار الديار» للقرى التراثية كانت وما زالت هي البادرة الأولى ومواكبة لرؤية 2030 التي كانت حلما يتمنى مشاهدتها قبل أن تأتيه المنية في دولة الصين الشعبية في منتصف 1439هـ. وكان له الدور الكبير في جعل القرية ذات منظومة تكاملية متشاركة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، لكي تصبح الوجهة السياحية الأولى في عسير».

وحول دوره بعد وفاة والده في القرية قال: «بعد وفاة والدي - رحمه الله - آثرت على نفسي الاستمرارية وبمساندة والدتي زهراء الألمعي وبقية أسرتي على مواصلة العمل وإكمال المسير وعدم التوقف والنظر للخلف، وبالإجماع تم إسناد هذه المهمة لي شخصيا، حيث خضت مع والدي أغلب التجارب في القرى التراثية، وعلى هذا المنهاج كانت هناك أياد طولى في نجاحنا في القرية وعلى رأسهم أمير منطقة عسير وأمانة عسير ومحافظة رجال ألمع وبلديتها وجهاز السياحة بعسير. والداعم الأكبر هم المجتمع المحلي الذي كانت له بادرة الاهتمام بالتراث والقيام بالفعل السياحي المستدام.

كما قام بسرد بعض من معلوماته عن قرية «رجال» مبينا أنه ورد ذكر القرية في القرن الرابع والخامس وعُرفت بالعلم والتجارة. وكانت تسمى بلدة رُجال ومدينة رُجال وحتى أصبح اسمها حاضرة رُجال، وسميت بحاضرة رُجال لأنها كانت ميناء بريا بين عدن والحجاز، وكانت تُأدى الجمارك للقوافل العابرة، فتكونت تلك الحضارة المنبعثة من صبغة المكان ومن أصوات هِمم الرجال ونقوش المِزَّينات في جدرانها.

وتحدث عما تحظى به القرية بفعالية رجال الطيب التي تعد من أهم الفعاليات التي أقيمت في القرية منذ تاريخها، قائلا: إن الاستمرار في أي موقع سياحي أو تجاري وتنشيطه بالشكل المطلوب فقد يحتاج لتسويق مقنع، مثل مهرجان رجال الطيب إذ كان أكبر مسوق للقرية والعمل بها كمنتج تسويقي تصل أصداؤه جميع أنحاء المملكة، وخصوصا أنه ولأول مرة في تاريخ القرية يقام مهرجان يومي لمدة 20 يوما. وبالتالي يجب الاستفادة من المهرجان من الناحية الإدارية والتنظيمية للعمل لاحقاً لمهرجان شتوي على غرار مهرجان رجال الطيب، بإذن الله تعالى، وعلى أن تصبح فعاليات قرية رجال ألمع التراثية مستدامة في فصلي الصيف والشتاء للوصول بالقرية لمراتب عالية محلياً وعالمياً.