يبدو أن الصراع الذي يغلف الأندية الرياضية داخل الميدان انتقل برمته إلى القنوات الرياضية، كلٌّ يسعى لكسب اهتمام المتابع، وبالتالي أصبح السباق على اختيار العناصر الإعلامية التي تدير المشهد في مقدمة الترتيبات، باعتبار أن الضيوف والمقدم أدوات مهمة في صنع النجاح، والأكيد أن جذب الانتباه لا يمكن أن يأتي من باب المجاملة بقدر ما كنا نشاهده إبان تنافس الصحف الورقية المحموم للخروج بأفضل الطرح قبل أن تسحب القنوات الفضائية بساط الاهتمام. وأمام هذا المشهد انتقلت لعبة التنافس لميدان آخر، واحتدم الصراع فضائيا، كلٌّ يرسم ملامح الإثارة بطريقته الخاصة، سباق الدوري الاستثنائي الأقوى والأكثر أهمية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان على عتبة البدء، والمجال مفتوح لمعانقة اللقب الغالي، وسيتواصل العزف الأدائي للفرق بعد ساعات قليلة، ولعل الجانب الجميل الذي دخل المشهد تضاعف الثنائية في كل منطقة بعد أن أصبح قطبا عسير أبها وضمك ضمن السباق علاوة على ديربيات بريدة والرياض وجدة والدمام والمجمعة، وأمام هذا الاحتدام القوي سيستمتع المتابع بأكثر من مواجهة نارية، وربما تكون سابقة في تاريخ الدوري السعودي الذي تضاعفت فيه ثنائيات المناطق، هذا على الصعيد المحلي، أما في المشوار الآسيوي فقدنا الأهلي وتأهل الهلال، وسيتكرر المشهد ذاته بين العميد والزعيم ذهابا وإيابا، ويبدو أن الهلال كُتب على جبينه أن يعبر الطريق الوعر، فمنذ الأدوار الأولية وهو يسلك المسار الصعب، حيث وضعته القرعة في أقوى المجموعات، وفي المحطة الـ16 لاقى الأهلي مرورا بالاتحاد، وربما يكون النصر في دور الأربعة، بمعنى 3 فرق مدججة بالنجوم سيصطدم بها لو قُدِّر وأن تخطى عقبة العميد والنصر في حال تجاوز الأخير السد، وفرحة الهلاليين ستكون مضاعفة إذا ما تخطى تلك العقبات على اعتبار أنه أطاح بالكبار المحليين وأكدها في الختام الآسيوي، والذي أتوقع أن يكون طرفا يابانيا وآخر سعوديا، وقد يبتسم الأمل من جديد للكرة السعودية وتعانق اللقب الغائب.