فيما روجت الفنانة الكويتية حليمة بولند للسياحة في تركيا بدعوة من رئيس هيئة السياحة، تناقل الخليجيون والمهتمون بالإعلان ذلك بشكل سلبي، وذلك بعدما قالت بأن تركيا آمنة في ظل مرافقة 6 حراس شخصيين مدججين بأسلحتهم، وقوبل ترويجها بشكل مضاد كون السياحة في تركيا مشروطة بالتعاقد مع الحراس لحماية السياح. حيث حذرت عدة سفارات دول من السفر إلى تركيا، خصوصاً مع تصنيف الخارجية الأميركية بأن السفر إلى تركيا يحوي مخاطر من الدرجة الثالثة، فيما لم تتخلف السفارة السعودية عن تحذير رعاياها من تبعات السفر إلى تركيا ست مرات خلال ثلاثة أشهر.

عداء واضح

دعت عضو مجلس الشورى كوثر الأربش في حديثها لـ "الوطن" كافة السعوديين بمقاطعة السياحة في تركيا، في ظل وجود عدد لا محدود من البدائل المناسبة والأجمل بأمان كامل، خصوصاً بعد العداء الواضح الذي ما زال يطال الحكومة السعودية من نظيرتها التركية في ملفات عدة، الأمر الذي بات استهدافا واضحا للمواطن السعودي، مطالبة بعدم تعزيز ميزانية دولة معادية للمملكة خصوصاً في ظل الخوف المستمر من استمرار مسلسل الاعتداءات وخطف السياح السعوديين.

وعي كبير

أشارت الأربش إلى أن استقطاب المشهورة التي تم تداول مقطعها مؤخرا يثبت فشل جميع محاولات استقطاب السياح خصوصاً السعوديين، مشيرة إلى أن هذه الورقة الأخيرة للأتراك للتأثير على الرأي العام إلا أنها لم تلق أي قبول إيجابي، خصوصاً لدى فئة الشباب كونها أغلب شريحة المتابعين لتلك المشهورة. لافتة إلى أن هناك عزوفا واضحا من السياحة في تركيا لدى السعوديين والأرقام والمؤشرات تثبت ذلك، وهذا يعود بفضل الوعي الكبير لديهم. بدوره قال المحلل السياسي خالد الزعتر: "إن محاولة امتصاص الغضب الشعبي العربي والخليجي تجاه السياسات العدائية التركية ومحاولات الترويج للسياحة التركية عبر المشاهير لن تنجح في ظل حالة الإدراك والوعي الشعبي بمخاطر السياحة في تركيا، وفي ظل تحول تركيا إلى دولة غير آمنة بسبب ارتفاع معدلات الجريمة والانفلات الأمني وتفشي العنصرية والكراهية والحقد تجاه العرب والخليجيين".

إفلاس النظام

نوه الزعتر إلى أن الاستعانة التركية بمشاهير التواصل الاجتماعي والفنانات للتسويق للسياحة لديها يعكس حالة الإفلاس لدى النظام التركي، ويؤكد أن الخطاب الرسمي التركي الذي حاول في السابق التسويق للسياحة في تركيا والتسويق للأمن والأمان فيها فشل في استقطاب السياح العرب لتركيا، وقال: "لو نظرنا إلى السياحة في تركيا نجد أنها تحتل مكانة مهمة في الخطط الاستراتيجية الاقتصادية والتي تطمح تركيا إلى أن يصل عدد السياح لديها حوالي 50 مليون سائح بحلول عام 2023 وأن يصل الدخل من السياحة حوالي 50 مليار دولار، وبالتالي فإن الاستمرار العربي والخليجي في مقاطعة السياحة سوف يؤدي لإحداث شلل في الاقتصاد التركي".

عزوف السعوديين

أشار أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله العساف إلى أن المعلن دائما ما يبحث عن الوسيلة التي تحظى بقبول ومتابعة الجمهور المستهدف، ونظرا لعزوف المشاهير السعوديين عن الترويج للسياحة التركية بعد افتضاح أمرها وتعرض الكثير من المواطنين السعوديين للأذى البدني واللفظي وسرقة جوازاتهم استشعروا مسؤوليتهم تجاه مواطنيهم، فلم تغرهم الأموال التي تقدم لهم من أجل الإعلان، فبحثت الحكومة التركية عن وسيلة أخرى تحمل نفس مواصفات المواطن الخليجي وتحظى بقبول بحكم شهرتها الإعلامية، بعد أن لمست عزوف السائح السعودي ليتم استغلالها لمخاطبة المجتمع السعودي.

ضبط الإعلانات

أضاف العساف: "بدأت مع ثورة وسائل التواصل الاجتماعي ثورة أخرى اكتسحت سوق الإعلان التجاري يقودها من دفعت بهم الصدف لأن يصبحوا مشاهير ونجوما لهذه المستحدثات الاتصالية، ومع تضخم أعداد متابعيهم تتضخم أرصدتهم، وهذا ليس اعتراضا بقدر ما هو رغبة في تنظيم وضبط عملية تقديم الإعلانات عبر وسائل التواصل وأن تكون منضبطة وتخضع لمعايير أخلاقية ومسؤولية اجتماعية قبل أن تكون تنظيمية، وأن أغلب مشاهير التواصل الاجتماعي اندفعوا لجني المال دون التدقيق بمصداقية الإعلان ولا بمن يقف خلفه ولا بأضراره".

محاسبة المشاهير

طالب الخبير السياسي مبارك آل عاتي بمحاسبة جميع المغررين من مشاهير Snapchat السعوديين أو الخليجيين، الذين لا يزالون يروجون للسياحة التركية، كونهم يقدمون مصالحهم المالية الضيقة عبر التغرير بالمواطنين دون مراعاة لما يهدد حياتهم وممتلكاتهم، متناسين واجباتهم تجاه دولهم ومجتمعاتهم.

ولفت إلى إن الشواهد والقرائن تؤكد أن الحالة الأمنية في تركيا باتت مثار قلق لكل السياح والزوار، وأصبحت مصدر خطر حقيقي يهدد الحياة بشكل صريح عبر التصفية المباشرة كما حدث بإطلاق النار بشكل مباشر على السائحين السعوديين في أحد المقاهي وسلب ممتلكاتهما، وهو الأمر الذي جعل السفارة السعودية تصدر تحذيرها السادس خلال أشهر معدودة، بسبب سوء الحالة الأمنية؛ خصوصاً مع حالات الاختطاف من عصابات المافيا والاتجار بأرواح البشر أو التغرير بالفتيات الصغار وتهريبهن لتشويه المجتمع السعودي وضرب قيمه وترابطه.

1- الدعوة لمحاسبة المشاهير على إعلاناتهم المضللة

2- نشر مخاطر السياحة في تركيا

3- مقاطعة الأماكن التي تكثر بها الجرائم وسوء الحالة الأمنية

4- استغلال بعض المشاهير المتابع من أجل المال