ما زالت كل التساؤلات وعلامات الدهشة والتعجب التي انطلقت بمجرد الكشف عن بعض المناهج الدراسية التي وزعتها وزارة التربية والتعليم تطبيقا لخطة التطوير المقررة. خطة تطوير المناهج مرصود لها مليارات الريالات، وهي قد تعثرت كثيراً في وقت الوزير السابق الدكتور عبدالله العبيد لأسباب عدة، صرح ببعضها الوزير نفسه، ومنها وجود لوبي قوي يعترض على التطوير. معلوم لدى الجميع أن هذا اللوبي يجد تأييداً وتدعيماً من تيار متشدد، ولجنة التطوير في الوزارة الآن لا تجد تبريراً معقولاً لتكليف مجموعة من المشايخ بتأليف كتب المنهج الديني، وعلى رأسهم الشيخ يوسف الأحمد الذي سبق إعفاؤه من التدريس في جامعة الإمام بسبب آرائه المتطرفة، كان ظهور اسم الشيخ على الكتب صدمة غير مبررة، وتأكيداً على أن المناهج ما زالت مختطفة من قبل تيار متشدد يروج لأفكار وتأويلات متطرفة، يحاولون إدراجها في كل المناهج بجمل وأمثلة تحض على تكفير الغير... إلخ.

السؤال أيضاً الذي يرد على الذهن ولمحت له في مقال سابق، أنه ما دامت هناك ضرورة تربوية وشرعية لتعليم الأطفال ما قبل السابعة من العمر دروساً في الفقه والتوحيد بكتب عن الطهارة وأقسامها، فيا حبذا دمجها مع مقرر المطالعة للسنوات الثلاث الابتدائية، وبطريقة سهلة جدا كمقدمة مع بعض سور القرآن الكريم كالفاتحة والإخلاص والمعوذتين، الحديث الشريف ينص على القول «مُروا أولادكم بالصلاة لسبع»، فالتدريج مطلوب، وهذا ما كان عليه التعليم الابتدائي قبل نصف قرن، وهكذا لا يحتاج المنهج لتسعة أشخاص للتأليف والمراجعة، نريد أيها السادة تطويراً حقيقياً ناجعاً.