كل يفتخر بوطنه وقوميته ودينه، وحينما ينقلب الأمر إلى اعتبار الوطن «حفنة تراب» كما قال التكفيري الأول والإرهابي الإخواني سيد قطب، وجعل العروبة «دعوة جاهلية» كما يكررون في أدبياتهم المؤدلجة، وأن المخالف لأجندتهم الإخوانية الضالة يصبح «منافقا وزنديقا»، في حين أنهم يمجدون وطن غيرهم وقوميته الأعجمية وديانته الشركية، بل وتضلل الأمة بتحويل غازٍ أعجمي ومحتل بدعي إلى كونه «خلافة إسلامية»، فهذا أكبر جريمة في التاريخ.

ولذا سارع الوطنيون العروبيون الموحدون إلى كشف حقيقة هذا التضليل، ومنذ سنوات خرجت الكتب والمقالات والتغريدات والهاشتاقات لتسلط الضوء عليه، وقد غردت في 2016 قائلا إن (أكبر خدعة في التاريخ الإسلامي هي «الخلافة» بعد الخلافة الراشدة)، وكتبت عدة مقالات آخرها هنا عن (سفر برلك العصملي)، وطالبت فيه بتنقية «التاريخ» وتنقيح «المناهج» التي وضعها (الإخوان الإرهابيون) خلال العقود الماضية، وذلك لأمرين، أولهما أن نص الحديث النبوي بأن الخلافة بعده ثلاثون عاما، وهي بنهاية الخلفاء الأربعة، وثانيهما أننا لا نعتبر المرحلتين الأموية والعباسية «خلافة»، وإنما «دول» (عربية)، ومن باب أولى (الأعجمي) التركي الذي هو عبارة عن غازٍ، ومحتلٍ أسوأ من المحتل الإنجليزي.

وعليه فنشكر وزارة التعليم على منهج التاريخ الجديد الذي جمع بين إبراز تاريخنا «المطموس» وهويتنا «المختطفة» وحضاراتنا «المغيبة»، وبين كشف تاريخ «الغازي» وحقيقة «المحتل» العثماني، ونطالب بمزيد في (كل) المناهج و(جميع) مراحل التعليم العام والجامعي.