عشنا موسم الإجازة الصيفية، ومناسباتها من أعياد وأفراح، وما صاحب ذلك من إقبال كثيف على شراء كثير من المستلزمات، ومنها الأزياء النسائية. هذه الثقافة في القوة الشرائية الموسمية تجعل نساءنا يشترين كثيرا من أزيائهن، حتى و إن كانت موجودة في أدراج خزائن الملابس المنزلية، ولا تجد لذلك تفسيرا، إلا ما درج عليه القول (ثوبي شافوه الحريم في مناسبة سابقة ما عاد أبغاه)، حتى وإن كانت تلك المناسبة جرت بالأمس، وغير ذلك من أنواع الأزياء النسائية الأخرى التي ينتهي معظمها دون حتى التصدق بها على من يعيشون بيننا، يعانون الفقر والبؤس والحرمان. ومن تلك الأزياء فستان الزواج (الشرعة)، الذي يكلف آلاف الريالات، ثم تنتفي الحاجة إليه بعد ساعات من ارتدائه. فضلا عن اللهاث وراء ما يسمى بالموضات والصرعات التي صرعت وأرهقت ميزانية كثيرا من الأسر. ولعلي لا أبالغ إن قلت إن من نسائنا من قد تذهب في ثوب جديد لحضور حفلة قهوة ومكسرات مع جاراتها، ثم لا تقبل بارتداء ذلك الثوب أمامهن مرة أخرى. لا شك أن هذا يعود إلى حرص المرأة على الأناقة والتجمل، وهذا شيء إيجابي وحق لها، ولكن مثل هذا قد يرقى إلى المغالاة والتبذير، لهذا أدعو فقط إلى الوسطية والاعتدال والترشيد، وهذا من ديننا، ومن الحمد الذي به تدوم النعم، ومن الشكر الذي به تزيد النعم. ربما من أخواتي وبناتي النساء من يتحفظن على ما ذهبت إليه في هذا الطرح، ولكنها وجهة نظر لا غير، فإن أصبت فما توفيقي إلا بالله، وإن كانت الأخرى فالعفو عند الكرام مأمول.